دكتور رضا عبد السلام
من متابعتي لمواقع التواصل، لاحظت رفض البعض وامتعاض البعض الآخر من فكرة هذا الحدث وهو انتقال المومياوات الملكية للمتحف الجديد.
تحدث البعض عن جدواه وأهميته وسط ما تعانيه مصر من أزمات، وما ينتظرها من تحديات، وعلى رأسها تحدي السد الأثيوبي!
والحقيقة يط أنني مثلكم أرى السلبيات والتحديات، ولكن كما اعتادت في حياتي على رؤية الوجهين، أي كل ماهو إيجابي وكل ماهو سلبي…
قطعا لم ولن أنسى مشهدنا السياسي أو الإعلامي او الإداري وغيرها من المشكلات التي لا تخفى على كل صاحب عقل…فكل هذا أراه وبوضوح تام…والله العظيم أدرك كل شيء.
ولكني أرى أيضا وطنا يتم بناؤه وبسرعة ومعدلات غير مسبوقة، في قطاعات ظلت مهملة لعشرات السنين.
ففي ظل كل التحديات الداخلية والخارجية إضافة لكورونا، لدينا وطن يتم بناؤه، وريف يحظى باهتمام غير مسبوق،
وبنية اساسية يتم تدشينها تؤهل لمجتمع ووطن مختلف، خاصة اذا انجزنا الإصلاح السياسي والإعلامي على النحو الذي حلمنا به عندما نزلنا الميادين.
أما حدث نقل المومياوات الملكية، فهو قد يراه البعض هينا، والبعض يتحدث عن تكلفته،
ولكن الأمور الاقتصادية والسياسية لاتحسب هكذا ياغاليين…
فمهما كلفنا هذا الحدث فالمردود رهيب، وخاصة عندما تعود الحياة للعالم بعد كورونا وتعود السياحة للتدفق.
فالسياحة تدر على مصر نحو 14 مليار دولار، تقريبا نصف ما نحصله من صادرات 100 مليون مصري!! تخيل؟! هذا بالاضافة الى توفير ثلاث وظائف غير مباشرة مع كل وظيفة مباشرة تتوفر في هذا القطاع!!
تخيل لو أننا كلفنا شركة تسويق عالمية لتسويق مصر سياحيا…كم سنتكلف؟! الآن يتم تنفيذ هذا الحدث العالمي بسواعد مصرية،
وشغلنا قطاعات مصرية وعلى الأرض المصرية، في حدث ستبثه كافة وسائل الإعلام العالمية وفي توقيت واحد…وهذا هو المطلوب!!!…لتعود لمصر الريادة السياحية في المنطقة بل والعالم.
كما أن الموضوع له بعد سياسي مهم، وهو أنه رغم التحديات وعلى رأسها تحدي ما تفعله اثيوبيا مصر مشغولة بافتتاحات وحدث عظيم كهذا،
وهو ما يرسل رسالة للعالم باستقرار وثقة خطوات مصر، وهذا مهم في المشهد السياسي…فمصر مستقرة…وقادرة!!!
إذا مطلوب منا أن نفرح بكل خطوة إيجابية تأخذ سفينة الوطن للأمام،
ولكن دون أن ننسى او نتغافل او نتجاهل سلبياتنا، التي ينبغي علينا مواجهتها بكل انتماء وحسم…حفظ الله مصر ووفق كل يد تبني وتعمر، وكفاها شر كل يد تهدم وتدمر…دمتم بألف خير.
التعليقات