الإثنين الموافق 23 - ديسمبر - 2024م

دكتور رضا عبدالسلام يكتب المؤامرة الكبرى!! حتى إبليس يعجز عن تدبيرها!!

دكتور رضا عبدالسلام يكتب المؤامرة الكبرى!! حتى إبليس يعجز عن تدبيرها!!

 

 

كتب _ دكتور رضا عبدالسلام

 

عجبت ممن لا يؤمنون بنظرية المؤامرة، وهم يروا بأعينهم حال أمة العرب!! هل هذا قدرها؟! هل تسأل شعوبها المكلومة والسجينة؟! أم تسأل الرؤوس؟! هل يرضيك حالهم؟! هل يسعدك تخلفهم؟! هل أنت راض عن حالة الموت لكل شيء في منطقة الظلام؟!

أللتخلف خُلِقنا؟! ماذا ينتج العرب؟! ماذا يصدر العرب؟! أي نموذج عظيم يقدم العرب؟! ماذا يضيف العرب للإنسانية؟! وهل سيخسر العالم شيء حال اختفائهم من على خارطة كوكب الأرض؟!

هل ما يعيشه العرب من تخلف وتردي وتشرذم على الأصعدة كافة قدر محتوم؟! أم أن في الأمر شيء؟! مؤامرة مثلا، شارك فيها من شارك واستخدم فيها من استخدم؟!

هل تتذكر سيدي أن هؤلاء العرب كانوا يوما مصابيح للنور، ونماذج للعدل واحترام حقوق الأنسان؟! هل تتذكر رسول الله كنموذج؟! أو الفاروق عمر، او أبي بكر الصديق، الذي وقف يوم أن كلف بخلافة رسول الله، وقال “وليت عليكم ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني وان قصرت فقوموني!! حدثني عن حاكم في التاريخ الحديث بمثل عظمة وعدل أي من هؤلاء العظام؟!

إذا…ماذا حدث؟! ما الذي تغير؟!

إنها المؤامرة الكبرى، والتي لو طلب من إبليس التفكير فيها فسيعجز…بل قد يعلن التوبة مما رأى من فعل بني البشر!!!…نعم.

بدأت فصول تلك المؤامرة الغربية عندما تم وأد حلم الدولة العلوية (محمد علي) منتصف القرن التاسع عشر، عندما بنى محمد على مصر الحديثة بجيش قوي وتعليم…الخ، وشرع في التوسع وضم السودان والشام والعراق والجزيرة العربية، بل كان قد وصل لجنوب تركيا، إلى ان استعان العثمانيون “بالبريطانيين”!!! لوأد حلم الدولة العلوية وعاصمتها القاهرة.

بعد الدولة الأموية والعباسية والعثمانية، لما لم نسمح بالدولة العلوية؟! أليست هذه سنة الله في كونه؟! وتلك الايام نداولها بين الناس؟! لا لا…ممنوع…لأن هناك مشروع كبير.

في تلك الأثناء كان بجري الإعداد لزرع الكيان الصهيوني في القلب العربي، أليس كذلك؟!

ولهذا في ١٩١٦ وقع الغرب اتفاق سيكسبيكو، الذي قسمت بمقتضاه المنطقة على أمراء وشيوخ تعاونوا معهم (رجالهم)! فرأينا إمارة كذا ومملكة كذا ودولة كذا، في منطقة كانت على وشك أن تكون دولة واحدة تحت الخلافة العلوية!!

ولكن هيهات…كان لابد من تقسيمها، بنظام فرق تسد…نعم!! وبدلا من أن تكون المنطقة تحت راية عربية واحدة، وزعت على عشرات المشتاقين التابعين!!!

ونتذكر في تلك الأثناء، والتواريخ مهمة جدا، في ١٩١٧ صدر وعد بلفور بإنشاء كيان صهيوني على أرض فلسطين، ثم الثورة العظيمة في مصر ١٩١٩ التي جمعت الهلال مع الصليب، ثم صدور أعظم دستور في تاريخ مصر وهو دستور ١٩٢٣، وبالتالي كان لابد من زرع جماعة الإخوان في قلب مصر الأزهر عام ١٩٢٨!!

والسؤال هنا: ما حاجة مصر الأزهر (القوي) آنذاك لجماعة دينية؟! إلا إذا كانت كيان سياسي اتخذ من الدين مطية؟! والهدف هو إشغال مصر (العظيمة آنذاك) بنفسها وهدم مشروع أعظم تجربة ديمقراطية في تاريخ مصر، وليترعرع الطفل الوليد (إسرائيل) وتتواصل الرحلة!!!

ولهذا ومنذ ذلك التاريخ لم يكن القرار بيد العرب، بل من قام بالتقسيم وتوزيع الغنائم…”الغرب”…فالغرب هو صاحب الكلمة العليا في تلك المنطقة المنكوبة وليست الشعوب…فالشعوب منذ ذلك التاريخ مغلوبة على أمرها…مفعول بها لا فاعلة.

وبهذه الحلقة والمؤامرة الشيطانية حقق الغرب أكثر من هدف خطير:

الأول: تشويه صورة الإسلام! فهذه المنطقة هي قلب العالم الإسلامي، وبالتالي سيادة الديكتاتورية والاستبداد والتوريث، والدفن لكل شيء، وتصفية المعارضين بل سحقهم وإخفائهم، سيظهر الاسلام في نظر كل غربي على أنه هو سر تخلف تلك الأمة!! وبكده شوهنا الإسلام!

الثاني: نهب الموارد الطبيعية؛ من نفط وغاز ومعادن…فعندما يتحول الحاكم إلى ما يشبه الإله، من يحاسبه؟! الشعوب؟! الشعوب تحولوا إلى ما يشبه العبيد، والحاكم هو لا ينطق عن الهوى، فمن يجرؤ على محاسبته؟! أو حتى يفكر؟! مَن؟!

ثالثا: وهذا هو الأهم…نهب العقول!! نعم نهب العقول…هل سمعت عن أمة تقدمت بغير العقول والعلماء؟! فكان مطلوبا أن يتم تجريف هذه المنطقة بشفط عقولها، لتبقى حبيسة التخلف والجهل، وبالتالي في ظل أنظمة مستبدة عليك ألا تتوقع بقاء لصاحب فكر أو رؤية أو علم…ولهذا حدثت ظاهرة استنزاف العقول أو هجرة العقول “للغرب”..الذي يقدم نفسه كواحة للديمقراطية والعلم والاختراع والتصنيع وحقوق الإنسان..والحلم!

لذا، هاجر -مثلا- أكثر من ٥٠٠ ألف عالم عربي خلال القرن الماضي، نصفهم من مصر وحدها!!!…فمن بين كل ٣ علماء مهاجرين من الدول المتخلفة، يهاجر “عالم” من الدول العربية!!…ولم بيقى ويعربد في أرض العرب إلا صناع وعبدة الأصنام، من أفاقين ومنافقين ومتسلقين…واقع يتحدث عن نفسه بكل أسف من المحيط إلى الخليج.

وبهذه الطريقة، جردوا منطقتنا من مواردها الطبيعية ومواردها البشرية (عقولها) فماذا بقى؟! تركوها على الحديدة كما يقولون!

رابعا: تحقيق السبق والسمو لإسرائيل…حصاد رحلة الإفساد تلك هو الأمان والسبق والسيطرة لإسرائيل، وبالتالي مواصلة تحقيق حلم إسرائيل الكبرى!!…كيف كان يمكنهم تحقيق ذلك في أمة حرة متعلمة مصنعة؟! كان لابد من هدمها وتمزيقها وتجريفها وتفريغها، وهذا هو ما حدث بالتمام والكمال.

وحتى عندما قامت ما سمي بثورات الربيع العربي في ٢٠١٠، تنفس الشرفاءوالحالمين الصعداء، واعتقدنا نحن الأبرياء أن أوطاننا عادت إلينا بأيدينا، فلم تقم تلك الثورات على ملائكة أو أولياء!!!…فمبارك او القذافي او صالح او الاسد ….الخ، ليسوا ملائكة، ولكنها أنظمة نجحت نجاحا باهرا في هدم الحرث والنسل.

مات الحلم بعد أن اكتشفنا أن الغرب كان يعد لمرحلة جديدة -بعد تجريف الدول والشعوب وتجهيلها على يد تلك الأنظمة – فكانت مرحلة جديدة “لتقسيم الدولة الواحدة إلى دويلات أصغر”…لتتواصل الرحلة!!!

لهذا… لا تتعجب وأنت ترى المشهد العربي الآن، وحالة الاستنزاف العلني والفاضح لمقدراته، وكونه الآن أعلى مناطق العالم شراء للسلاح! أو ما نراه من أحداث في ليبيا، او فيلم إيران والعراق والولايات المتحدة!!…فكل شيء يسير وفقا لما هو مخطط!

كلمة أخيرة من قلب عاشق لوطنه ولأمته: وطني “مصر” الآن على أعتاب مرحلة جديدة، نجت وبفضل الله من استمرار أو السقوط في المخطط الشيطاني الجديد، وهاهي بفضل الله وبفضل أبنائها الشرفاء قوية متماسكة…وماضية في طريقها…ولكن يبقى الكثير.

فما أحلم به وما يحلم به كل مصري عاشق لترابها، هو أن يتواصل الإصلاح ليكون “شاملا وفاصلا”، وقنواته معروفة جدا جدا، دولة القانون، ولا ثمة شيء واحد يمنعنا من تحقيق الحلم،

وبالتالي نضمن -مثلا- عودة ما لا يقل عن ٢٠٠ ألف عالم مصري من الغرب!!!، ليبنوا في وطنهم، وليتحول الوطن إلى بلد منتج ومصنع ومصدر…هؤلاء يلزمهم مناخ حر ليغردوا فيها ولتتحقق أحلام ١٠٠ مليون مصري.

وللحديث بقية إذا كتب الله لنا البقاء واللقاء…دمتم بألف خير.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 78677345
تصميم وتطوير