الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

دقة قلب .. مقال بقلم الكاتبة الصحفية / رحاب عبد اللطيف

دقة قلب .. مقال بقلم الكاتبة الصحفية / رحاب عبد اللطيف

بقلم – رحاب عبد اللطيف

رغم ان الطلاق شرعه الله سبحانه وتعالى الا ان المجتمع المصري والعربي ينظر للمطلقة نظرة المراقبة والمحاسبة في كل تحركاتها وكل فعل محسوب عليها ودائمآ يلقون اللوم على المرأة بأنها من هدمت البيت وشتت الاسرة ويتجاهلون المأساه التي كانت تعيشهامع زوج سيء لا يتقي الله فيها ولا يعلمون ان الزوجة لا تصل للطلاق او الخلع الا بعد نفاذ كل الحلول والطرق للاصلاح …

وتبتعد عنها صديقاتها خشية ان تتزوج من زوج احداهن حسب ما يعتقدون وحسب نظرة المجتمع لها ويبتعد عنها الاقارب خشية التورط معها في الانفاق على ابنائها وتظل تعاني من لقب مطلقة وكأنه وصمة عار يظل هذا اللقب قيد من حديد يقيدها مدي الحياة .. بعد ان كسرت قيود الذل والمهانة والالم من زوجها تتقيد بأغلال اللقب الموصوم من المجتمع الذكوري الغير منصف وتعاني ايضا من تحمل الاعباء الاقتصادية لتوفير احتياجات الابناء بعد ان نزع الزوج يدة من تحمل المسؤلية تجاه ابناؤه انتقاما منها. وهذا وحدة كافيآ لتدميرها نفسيآ وخاصة ان كانت لا تعمل فلا تعرف كيف …

ومن اين تعول ابنائها وتتعرض بسبب ذلك لبعض اشخاص ليس لديهم نخوة او ضمير يحاولون استغلال حاجتها وضعفها مقابل المساعدة .. وفي هذه الحالة ترفض المطلقة الاستغلال الرخيص لها وتظل تدور في دائرة مغلقة من اجل الحصول علي المال لتربية الابناء وتكون مضطرة للجوء للمحاكم لتتمكن من بعض الجنيهات من الزوج لتنفق على الابناء ثم بعد ان تهدأ الامور قليلا تبدأ المطلقة تعاني من اضطرابات نفسية وتشعر دائما بالوحدة والاكتئاب لانها بلا رفيق بلا شريك فتحاول ان تبدأ حياة جديدة مع زوج جديد فتكون المشاكل اكثر واكثر …

فالزوج الجديد يريدها من دون ابنائها وايضا الكثير منهم يريد الزواج منها سرا خوفا على مشاعر ابنائه او ان تعلم زوجته الاولي وهذا يهدر حقها و كرامتها ويسبب الم نفسي شديد لها ولابنائها خاصة بعد ان تتركهم للعيش مع الزوج الثاني …

ومن لا تقبل على نفسها تلك الزيجات تظل باقي عمرها في وحدة وفراغ عاطفي مما يسبب لها الحزن والاكتئاب وتظل تعاني المطلقة من هذا المجتمع الذكوري مدي حياتها ان لم تتزوج يتربصون بها في كل حركة تحسب عليها وان تزوجت تضطر لترك الابناء للعيش مع الزوج الثاني وتكثر الاقاويل عليها بأنها ام قاسية تركت ابنائها من اجل رجل …

لن اقول اين حقوق المطلقة ….

فالدولة نصفت المرأة في قانون الاحوال الشخصية والطفل ..

ولكن المأساه في المجتمع الذي مازال يفكر بعقلية القرون الوسطي …

عقلية وفكر المتشددين … بأن المرأة ليس لها حقوق وانها مجرد متعة للرجل وليس لها الحق في ان تشكوا ظلم زوجها فا برغم اننا في دولة تقدر المرأة ودورها في كل امور الحياة ومنا الوزيرة والمستشارة والطبيبة والمعلمة …

الا ان المصيبة في عقول اكثر الناس وخاصة في الريف والاحياء الشعبية التي تمثل تسعين بالمائة من الشعب فمازالت نظرتهم للمرأة هي النظرة الدونية كما تعلموها من متشددين الفكر والدين علي مر السنين السابقة لابد من تثقيف المجتمع وتعريفه ….

ان المرأة كرمها الاسلام وتكرمها الدولة …

وانها نصف المجتمع المنتج والمعلم والمربي للاجيال والمرأة المصرية لها مكانة عالية رفيعة منذ فجر التاريخ لانها كانت ملكة عندما كان نساء العالم جواري منذ اكثر من سبعة الاف سنة ….

لابد من تثقيف المجتمع عن طريق التعليم والفن بشتا انواعة …..

نريد ان نخرج من ظلام العقول الذي سيطر علي المجتمع المصري بسبب انتشار القنوات المتخلفة في العشرين سنة الاخيرة بأسم الدين والتي اساءت للدين واهانت المرأة وانتشار الفكر المتطرف عن طريق بعض الشيوخ في الجوامع والزوايا لابد من ثورة علي العقول الرجعية التي تهدم كل ما نبنيه .

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79625074
تصميم وتطوير