السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

خيبة أمل روسية بالرئيس الأمريكى ترامب

خيبة أمل روسية بالرئيس الأمريكى ترامب

 

بقلم : نبيل الغنيمى – موسكو ..

عكست أزمة الثقة التي تسيطر على علاقات موسكو وواشنطن خيبة أمل كبيرة بعدما كانت موسكو تعول على الادارة الاميركية الجديدة لاتخاذ خطوات سريعة لتحسين العلاقات. انتظرت روسيا من إدارة دونالد ترامب أفعالاً محددة لإطلاق مسار تطبيع العلاقات. وإزالة الركام الذي خلفه الإرث الثقيل للرئيس السابق باراك أوباما. لكن تصريح مستشار الأمن القومي الأميركي هربرت ماكماستر، جاء مخالفا للتوقعات ، عندما قال بأن الرئيس ترامب، سيتصدى لسلوك روسيا «الهدام» في سورية وأوكرانيا، على رغم أنه يأمل بالتعاون مع موسكو في تسوية مشكلات مهمة ،وأشار إلى أن الجانب الأميركي يعتبر الحوارات مع الروس “آلية للتواصل وليس لاتخاذ قرارات بعد”. وتسعى موسكو إلى مساعدة ترامب في تجاوز مشاكله الداخلية ، فهي سربت قبل فترة خبراً عن إعفاء السفير الروسي في واشنطن سيرغي كيسلياك من منصبه، واحتمال تعيين نائب وزير الدفاع أناتولي أنطونوف المختص بملفات الأمن الاستراتيجي ونزع السلاح بديلاً منه. إبعاد كيسلياك المتهم بأنه «بطل التدخل الروسي في الانتخابات»، من شأنه تخفيف حدة التوتر وفتح صفحة جديدة. على الأقل هكذا يراهن الكرملين، بانتظار اللقاء الأول لبوتين مع ترامب المرتقب في غضون شهر . لكن سقف التوقعات ليس كبيراً لانه لا توجد لدى الكرملين أوهام بأن التطبيع سيكون عملية سهلة وسريعة وإزالة كل الركام الذي لبد العلاقات مهمة عسيرة والسؤال المطروح بقوة لدى الأوساط الروسية بعد موجة التفاؤل التي أعقبت زيارة لافروف باعتبار أنها «فتحت الحوار»، يكمن في قدرة ترامب على تخطي كل الحواجز الداخلية والبدء بعملية «إزالة عناصر التوتر»، وهذا يتطلب كما يقول الكرملين «عملاً محدداً» يبدأ بالتراجع عن قرارات أوباما بطرد 32 ديبلوماسيياً روسياً نهاية العام الماضي، وإعادة ممتلكات روسية صادرتها واشنطن، ويمر بالإقرار بمصالح الطرف الآخر في سورية وأوكرانيا وغيرهما. وفى احدث تصريحات الإدارة الأمريكية أكدت أنها ستبقي على عقوباتها المفروضة ضد روسيا حتى تسوية الأزمة الأوكرانية، معتبرة أن هذه العقوبات “أفضل وسيلة” للضغط على موسكو، وقالت سارا ساندرز، المتحدثة باسم البيت الأبيض، خلال مؤتمر صحفي، إن “الإدارة ملتزمة بالحفاظ على العقوبات القائمة ضد روسيا، نحن سنبقي عليها طالما لا تمتثل موسكو امتثالا تاما لالتزامها بحل الأزمة في أوكرانيا”. تبدو هذه العبارات افضل تعبير عن اسباب خيبة الامل الروسية بادارة ترامب، على الاقل لحين انعقاد اللقاء الاول بين الرئيسين الذي سيحدد مسار تطور العلاقات لاحقا.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79669113
تصميم وتطوير