Site icon جريدة البيان

خطة استخباراتية معقدة: الموساد يكشف تفاصيل تفخيخ أجهزة “البيجر” لاستهداف حزب الله

كتب-اسامة خليل

في تقرير حصري أعدته شبكة “سي بي إس نيوز” الأميركية، كشف عميلان سابقان في الموساد الإسرائيلي عن تفاصيل غير مسبوقة حول عملية سرية استهدفت مقاتلي حزب الله اللبناني باستخدام أجهزة نداء آلي مفخخة (البيجر).

 

العملية، التي أطلق عليها الموساد اسم “عملية البيجر”، استغرقت أكثر من عقد من التخطيط. وفقًا للعميلين، بدأت الفكرة بتفخيخ أجهزة الاتصال اللاسلكية “ووكي توكي”، قبل أن تتطور لاحقًا إلى تطوير أجهزة نداء آلي مفخخة تم توزيعها على نطاق واسع.

 

خداع متقن وشبكة شركات وهمية
كشف العميلان، اللذان ظهرا بأسماء مستعارة وبوجوه مغطاة، عن أن الموساد أنشأ شبكة شركات وهمية في عدة دول لتطوير وتصنيع هذه الأجهزة. كما تعاون مع شركة “غولد أبولو” التايوانية، حيث تلاعب بتصميم الأجهزة لتكون قادرة على احتواء المتفجرات دون إثارة الشكوك.

وأشار العميل المعروف باسم “غابرييل” إلى أن الموساد عمد إلى الترويج للأجهزة من خلال إعلانات مزيفة على الإنترنت، ما أكسبها سمعة جيدة كأجهزة متطورة، مقاومة للماء والغبار، وذات بطاريات طويلة الأمد. هذا الترويج لم يقتصر على عناصر حزب الله، بل أثار اهتمام أطراف أخرى في المنطقة.

 

تنفيذ الهجمات وتأثيرها
في سبتمبر الماضي، انفجرت أجهزة “البيجر” المفخخة في عدة مناطق بلبنان، مستهدفة عناصر حزب الله. أسفرت التفجيرات عن مقتل أكثر من 30 شخصًا وإصابة المئات، ما شكل ضربة قاسية للحزب.

ورغم الانتقادات التي وُجهت لشبكة “سي بي إس” بسبب تصوير العميلين كأبطال، إلا أن التقرير أظهر مدى تعقيد ودقة التخطيط الاستخباراتي الإسرائيلي، الذي وظف التكنولوجيا والحيل التجارية لتحقيق أهدافه.

 

عملية ذات أبعاد استراتيجية
تسلط هذه العملية الضوء على أساليب الموساد غير التقليدية في استهداف خصومه، بدءًا من تفخيخ الأجهزة إلى بناء هياكل وهمية متكاملة لخداع الأطراف المستهدفة. العملية لم تقتصر على الأثر المباشر، بل حملت رسائل استخباراتية تعكس قدرات إسرائيل في إدارة حروبها الخفية.

 

Exit mobile version