بقلم : وليد سالم
إن حزبا يحصل على صفر في ثاني إنتخابات برلمانية بعدما حصل في الأولى على ربع مقاعد البرلمان ولم يمر على ذلك سوى ثلاث سنوات لهو دليل على سقوط هذا الحزب من أعين الناخبين وتعبيرا عن لفظ الشعب له فحري به أن يترك هذا العمل ويرحل .
نشأ هذا الحزب في عام 2012 وقدم نفسه على أنه حزب ديني متخذا الدعوة السلفية بالإسكندرية مرجعا له بدعوى الدفاع عن الهوية الإسلامية والعمل على إقامة نظام سياسي موافق للشريعة ومتمشيا مع العصر مدعيا إمتلاكه لكل الأدوات التي تمكنه من تحقيق ذلك سواء كانت كفاءات ونماذج بشرية أو فكرا مستنيرا وواعيا ورؤية سياسية مستقبلية واضحة المعالم والأهداف والآلية وقد بدأيروج لذلك في كل مكان مستغلا عاطفة الشعب الدينية وكذا مشايخ سلفية لها قبول عند جمهور عريض مثل (محمد حسان والحويني ويعقوب) الأمر الذي مكنه من حصد ما يقرب من ربع مقاعد البرلمان في عام 2012 لكن بمرور الوقت ظهر هذا الحزب على حقيقته فلا هو مدافع حقيقى عن الشريعة كما يدعي فطالما تناقضت فتاواه ومواقفه حسب المصلحة الخاصة وإنقلب على مبادئ الحزب التي وضعها هو فإختلفت فتاواه بالنسبة لقضية الخروج على الحاكم وأيضا أدخل أقباط داخل الحزب ووضعم في قوائمه وهو ما يتنافى مع المبادئ التي أنشأ عليها .
وأما عن مدى كفائته في العمل السياسي فلم نجد لا نماذج مبشرة وأدائهم في مجلس الشعب السابق لخير دليل على ذلك فوجدنا من يؤذن داخل القاعة وآخر لا يجد موضوعا مهما للمناقشة سوى طلب شراء أعمال فنانة معتزلة وهذا الذي قام بعملية تجميل وخرج ليكذب على الشعب وهو بالأول مجرد سائق فإذا كانت هذه هي النماذج التي قدمها الحزب فلا عجب من عدم ظهور رؤية واضحة للإصلاح وبالتالي فلم نرى صدى ذلك من خلال أطر واضحة وممنهجه وفق خطة مدروسة مبنية على فكر وعلم فلا نرى لهم أي تأثير ولا إبتكار في أي من مجالات (الإقتصاد – الصحة- التعليم… ) أوحلا لمشكلات مثل( البطالة –البيئة –المياه ….) وإنما صارع إلى ما يمكن تحقيقه من مكاسب شخصية والعجيب أنه أراد يطرح نفسه بنفس الطريقة على الشعب في هذه الإنتخابات لكن الشعب لقنه درسا قاسيا ولفظه ليحصد صفرا في المرحلة الأولى وهذا دليل على سقوط هذا الحزب لا في الإنتخابات فقط وإنما سقوطه سياسيا للأبد ..
فمن الطبيعي أن يتراجع حزب سياسيا من المركز الأول إلى المركز الثاني لكنه بالنهاية يحافظ على تواجده في الحياة السياسية من خلال ما يقوم به من إصلاحات ومشاريع مفيدة لمجتمعه وأيضا من خلال ثقة الشعب فيه بما يحصل عليه من مقاعد في البرلمان لكن أن يخرج خالي الوفاض بعد أن كان في المقدمة ويخسر ثقة شعبه وهذا ما لم نره قط لذا أهيب بالقائمين على هذا الحزب أن ينسحبوا ويرحلوا نهائيا من الحياة السياسية فقد أصابوها بالشلل وساهموا بشكل كبير في إضعافها وهذا من باب لا ضرر ولا ضرار .