كتبت/ريهام الزينى
ما طار طير وإرتفع إلا وكما طار وقع،بيت شعري يحمل فلسفة عميقة جدا،بأن لكل فعل رد فعل مساو له،بمعني الوصول للقمة أمر سهل ولكن كل الصعوبة في البقاء علي القمة،حتي الأن كلامي أكيد غير واضح.
إنني أقصد من كلامي ثورة الثلاثين من يونيه،حلقة من حلقات نضال الشعب المصري،ثورة الشعب التي نجحت نجاح منقطع النظير وحققت أغلب مطالبها،وصلت الي الذروة وتربعت علي القمة .
وللأسف مازال ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻳﺮﻱ هذة ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻧﺠﺤﺖ ﻭﺣﻘﻘﺖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﻭإﻧﺘﻬﻲ ﺍﻷﻣﺮ ﻭﻣﺎﻋﻠﻴﻨﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻌﻮﺩﺓ ﺍﻟﻲ ﻣﺎﻛﻨﺎ ﻋﻠﻴﻪ،ﻭإﻛﺘﻔﺎﺀ ﺑﻤﺎ ﺗﺤﻘﻖ،ﻭﻛﺄﻧﻬﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻨﺎ ﺇﻥ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﻟﻴﺴﺖ ﺇﻻ ﻓﺎﺻﻞ ﻭﻧﻌﻮﺩ،ﻛﻤﺎ ﺗﻔﻌﻞ ﻗﻨﻮﺍﺕ ﺍﻟﺘﻠﻴﻔﺰﻳﻮﻥ،وللأسف هذا غير صحيح،فكم من الدسائس والمؤامرات التي واجهتنا أثناء الثورة،لكن إنتصرنا بفضل الله،وبعزيمة وصمود المواطنين الأوفياء من أبناء الشعب المصري.
ﺃﻗﻮﻟﻬﺎ ﻟﺠﻤﻮﻉ المصريين،إن أي ثورة شعبية ﺗﺤﻘﻖ ﺃﻫﺪﺍﻓﻬﺎ ﺑﺘﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﺬﻯ ﺛﺎﺭﺕ ﻋﻠﻴﻪ،ﺛﻢ ﺗﺒﺪﺃ ب”اﻟﻌﻤﻞ ثم العمل”ﺍﻟﻰ ﻣﺎ تحلم ﺇﻟﻴﻪ،ﺇﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻭﻕ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻭﺍﻟﺸﻬﺎﺩﺓ،وﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺤﺚ عن ﺍﻟﺸﻔﺎﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﺍﺀ ﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﺗﺘﺬﻭﻕ ﻣﺮﺍﺭﺓ ﺍﻟﺪﻭﺍﺀ،ﻭﺍﻷﻣﻢ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺮﻳﺪ ﺃﻥ ﺗﺒﻨﻲ ﻣﺴﺘﻘﺒﻼ ﺟﺪﻳﺪﺍ ﻟﻬﺎ ﻭﻷﺑﻨﺎﺋﻬﺎ ﻻﺑﺪ ﻟﻬﺎ ﺃﻥ ﺗﺼﻄﻒ جمبا الى جمب ﻟﺘﺼﻨﻊ ﺟﺴﺮﺍ ﻳﻨﻘﻞ ﺍﻷحلام ﺇﻟﻰ ﺣﻘﺎﺋﻖ،فأحلام ﺍﻷﻣﺲ ﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻴﻮﻡ،وﺃحلام ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻫﻲ ﺣﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﻤﺴﺘﻘﺒﻞ،ﻭﻻﺑﺪ ﺃﻥ ﻧﻌﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﻢ ﺗﺒﻨﻰ ﺑﺎﻟﺘﻀﺤﻴﺎﺕ ﻭﺑﺎﻟﺮﺟﺎﻝ ﻭﺑﺎﻟﺜﺒﺎﺕ والصمود.
إنها كانت ثورة الغضب ضد الطغاة،ضد الباطل،ضد الإستبداد والتسلط،ثورة ضد الماسونية العالمية والذي جلبه لنا العملاء والخونه والطابور الخامس،وأيضا نظام متاجر بالدين عميل خائن متصهين متخاذل بحقها وحق الكثير من أبنائها الشرفاء.
وما أحوجنا اليوم لأن نحافظ على مكتسبات ثورتنا البيضاء،وأن نحتكم إلى العقل والمنطق وننبذ كل دوافع ونوازع العصبية والمذهبية والعقائدية والحزبية ونترك كل ما ترمي إليه هذه النوازع جانبا لأجل مصر وسلامتها وحريتها وأمنها وإستقرارها .
لو تمعنا في المبادئ السامية والعظيمة التي تضمنتها أهداف الثورة لأدركنا بأننا اليوم وبعد سنوات من قيامها في أمس الحاجة لتجسيد حروفها وكلماتها على أرض الواقع،ومن ثم المحافظة عليها من أية إختراقات أو محاولات للتشويه.
يا أبناء مصر العروبة،أيها المرابطون علي أرض الكنانة،إن العالم كله يعلم أن ثورتنا البيضاء ليست فعل حزب أو حركة أو جمعية وما لهما من إتجاهات دينية أو ليبرالية أو أو الخ،لأنها الثورة النقية الطاهرة التي ولدت من رحم الشعب المصري،حافظوا عليها من دنس العملاء المأجورين والطابور الخامس المندس،نعم حافظوا عليها كما تحافظون على أرض وشرف وكرامة مصر التي هي شرف وكرامة الأمة والإنسانية بأكملها ….
لذلك أناشدكم يأبناء وطني بأن نتكاتف معا للحفاظ علي مكتسبات الثورة حتي لا تبدأ الثورة العظيمة بقوة رحلة الهبوط نحو القاع وتضيع دماء الشهداء،ويطبق علينا المثل القائل”وكأنك يا أبو زيد ما غزيت” صونوا ثورتنا يا مصريين وصونوا دماء شهداءنا ولا تلوثوها..
حافظوا على مكتسبات الثورة التي أصبحت وساما لكل من يحمل الهوية المصرية،حافظوا أيها الشعب البطل على ثورتنا التي أصبحت نبراسا قوميا في سفر التاريخ.
حافظوا على ثورتنا التي أصبحت في ضمائر شعوب العالم المحب لمصر،حافظوا على مصر العروبة من تدخلات الأجندات ولا تسمحوا لهم بسرقة ثورتكم،لأنهم عملاء مدسوسين هدفهم الوحيد إطفاء روح الثورة من وجداننا ،لا تسمحوا لهم بأن يخترقونا مرة أخري،إنتبهوا وكونوا حذرين من كل شخص تتعاملون معه،لا تسمحوا لهم أن يكونوا لكم ممثلين في أي مكان،إنها ثورة شعب ﻭقفت ﺿﺪ كل قوي الشر في العالم،وقفت حائط صد ضد الماسونية العالمية،وعلينا أن نستمر بمحاربة قوي العدوان والفساد،ولن نسكت عنهم .
لذلك أناشدكم أيها الشعب الوطني،من الحذر الشديد بعدم السماح لخرق مكتسبات الثورة من دنس العملاء المتصهينين،أناشدكم بروح الثورة التي ومن أجلها خرجنا في الثلاثين من يونية،أناشدكم بالضمائر الحية الطاهرة الشريفة التي إجتمعت على كل شبر من أرض مصر في هذا اليوم،أناشدكم بأرواح شهداء الثورة البيضاء،أن لا تسمحوا للمتصيدين المتصهينين أن يسرقوها ويبيعونها لأعدائنا،لا تنصتوا ولا تسمعوا إلى ما تقوله وتعلنه الفضائيات العبرية والعربية المتصهينة الذين يحملون في طياتهم مشاريع ومخططات الخراب والويل والتقسيم لهذه الأرض الطاهرة أرض الكنانة،لا تسمحوا لهم أن يخترقوا مكتسبات ثورتنا الجبارة ومن بعد ذلك يقدموها هدية منهم إلى أسيادهم الصهاينة.
وأوصيكم يا أبطال الأمة،يا خير أجناد الأرض،يا رجال التاريخ،يا أبناء مصر العروبة،إثبتوا ورابطوا،إحذروا المتصهينين المندسين في صفوفكم إرفعوا اسم وصوت مصر بصمودكم ضد أي معتدي.
أيها الشعب الوطني..لابد أن تستمر روح ثورة الثلاثين من يونية في وجدانكم وعليكم أن تتحملوا التبعات والتحديات الصعبة التي نتعرض لها،فالتحديات لازالت موجوده،ولابد من الإستمرار في الوقوف بجانب الوطن،فكونوا ظهيرا لقائدكم وجيشكم العظيم هؤلاء يضحون بدمائهم وأرواحهم وبعرقهم وأهلهم عشان خاطرك وعشان تحيا مصر”.
مصرنا الغالية مازالت تحتاج ﻣﻨﺎ ﺍﻹﺧﻼﺹ والمزيد والمزيد من العمل،وﻳﺠﺐ علينا الحفاظ علي مكتسبات الثورة العظيمة التي غيرت التاريخ وأربكت العدو،فغيرت كل موازين القوي العالمية،وإنني أثق بهذا الشعب الذي يؤكد يوما بعد يوم على نقائه ومعدنه وصلابة عوده،وأنه قادر بأمر الله على تخطى كل المراحل الصعبة فى سبيل حماية وطنه ورفعته.
ولا شك أن في هذا الشعب حكماء وعقلاء قادرين على حسم المواقف وتدارك الأمور قبل الإنفجار،فمصر أمانة في أعناقنا جميعا،لذلك علينا إﺣﺘﺮﺍﻡ ﻣﺎ إﻧﺘﻬﺖ ﺇﻟﻴﻪ ثورة الثلاثين من يونية ﻭﺍﻟﺤﻔﺎﻅ عليها ودعمها بالعمل ثم العمل الي ما نحلم إليه،ﻫﺪﻓﻨﺎ ﺇﻋﺎﺩﺓ ﺑﻨﺎﺀ ﻣﺼﺮ ﻭﺗﺤﻘﻴﻖ إﺳﺘﻘﺮﺍﺭﻫﺎ،ﻭﻫﺬﺍ ﻣﺎ ﻧﺘﻤﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺫﻛﺮﻯ ثورتنا النقية البيضاء الطاهرة.
المجد للصامدون
حفظكم الله ياحماة الوطن
التعليقات