لماذا الشماته أيها الجاهلون!!!!!
حازم سيد أحمد يكتب
لماذا الشماته أيها الجاهلون!!!!! لقد كان حبيبنا النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من شماتة الأعداء، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من جَهْد البلاء، ودَرَك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
أيها الحاقدون الشامتون في الشهداء و الكارهون للنجاح و الكارهون للبناء واﻻستقرار
هذه المرة لم يبق في وجوههكم ما يريقونه من ماء الحياء، فخطابكم لا يختلف كثيراً عن صهاينة اليهود حقداً وشماتة واستعداء وتحريضاً على دماء الشرفاء!
لست أعني بهذا الكلام من يخطّئ ،وإنما أعني أولئك الشامتين الفرحين بإزهاق دماء شهداء الوطن أو طائرة ما، الذين يرونهم أقرب إلى الإرهاب والتطرف من الصهاينة ، فهؤلاء جاوزوا ما يحتمل الخلاف من دون تخوين، إلى ما لا يحتمل الاختلاف إلا باقتحام حاجز العمالة وخيانة الوطن مصر وشعبها، وركوب طريق الصهينة الذي أول طريقه الانسلاخ من ثوب المواطنة ،و يحدثنا القرآن الكريم كثيرا عن المنافقين بل بدأ فى الحديث عن صفاتهم فى ا لآيات المتضمنة التحذير منهم في مطلع سورة «البقرة» قبل آيات التكليف والأمر والنهي، ثم تتابعت آيات سورة «التوبة» في فضح صفاتهم وأخلاقهم مع المؤمنين، ومواقفهم المخزية عند الشدائد، ومثلها سورة «المنافقون»، ولولا أنهم يوجد منهم في كل عصر، ولا تخلو منهم الأمة، لما استفاضت الآيات في فضحهم والتحذير منهم، والذين يدّعون أن ما تتكلم عنه سورة التوبة مثلاً حدثٌ تاريخي لا يتكرر، لن تجد عنده جواباً مقنعاً عن الحكمة من تكرار الحديث عنهم في القرآن.
وهم اليوم أحقر من أن يحذر منهم ويفضحوا، لولا أن الأمر كما قال تعالى: «وفيكم سمّاعون لهم» ينخدعون لدعاواهم العريضة وأكاذيبهم الملفقة على مصرنا الحبيبة ورئيسها ظلماً وزوراً، وهاهم اليوم لا تزيدهم نجاحات الرئيس والحكومة وبسالتها إلا تغيظاً واستفزازاً يكشف مزيداً من عوارهم ونفثات صدورهم.
إن مقاييس الهزيمة والانتصار ليست بقدر ما يستشهد من أبنائنا ولا ما يدمره الإرهابيون هكذا مجرداً فحسب، بل يجب أن يقاس ذلك إلى ما يلحقكم أيها الشامتون الإرهابيون من كلفة مادية وعسكرية ونفسية وسياسية. أكتب هذا، ونحن نرتقب بشائر تشفي صدور الشعب المصرى من إنجازات ومشروعات ، وليذهب غيظ قلوبكم، فاللهم بُشراك بشراك.
الشماتة إذن لا تليق بمسلم تجاه أخيه المسلم أبدًا،بل هي من صفات الأعداء الذين حذر الله منهم ووصفهم بقوله: (إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُوا بِهَا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) (آل عمران:120)، وقوله تعالى: (إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِنْ تُصِبْكَ مُصِيبَةٌ يَقُولُوا قَدْ أَخَذْنَا أَمْرَنَا مِنْ قَبْلُ وَيَتَوَلَّوْا وَهُمْ فَرِحُونَ) (التوبة:
إن من الأمور المهمة بالنسبة للمسلم أن يوطن أبناؤه أنفسهم على الفرح بفرح بعضهم، والتألم والحزن لما يصيبهم، وقد جعل الله تعالى من العقوبات القدرية لمن كان شامتًا بأخيه المسلم أن يُبتلى بمثل ما كان سببًا لشماتته. قال حبيبنا صلى الله عليه وسلم: لا تظهر الشماتة لأخيك فيرحمه الله ويبتليك.
ومن الشماته المذمومة شرعًا أن يتوب الله على عبدٍ من ذنبٍ ما فيأتي أخوه فيعيره به، وقد حذر حبيبناالنبي صلى الله عليه وسلم من ذلك أيضًا بقوله: من عيَّر أخاه بذنبٍ لم يمت حتى يعمله.
ولو لم يكن من مضار الشماتة إلا أنها تسخطه سبحانه تبارك وتعالى، وتدل على انتزاع الرحمة من قلوب الشامتين لكفى بذلك زجرًا عنها، فكيف وهي تورث العداوات، وتؤدي إلى تفكك أوصال المجتمعات، ثم هي تعرض أصحابها للبلاء:وقال
إذا ما الدهر جرَّ على أناسٍ … حوادثه أناخ بآخرينا
فقل للشامتين بنا أفيقوا … سيلقى الشامتون كما لقينا