Site icon جريدة البيان

ترامب يدق أول مسمار في نعش أمريكا بإعلان القدس عاصمة لإسرائيل

بقلم / جرجس بشرى

إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اعتزامه نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل إلى القدس ، كان بالنسبة لي متوقعا ً ، فهو كغيره من الرؤساء الأمريكان التزموا قبل خوض الانتخابات الرئاسية بالولاء الكامل لإسرائيل ، وضمان أمنها على المدى القريب والبعيد ، فأي رئيس امريكي ما هو إلا شرطي للدفاع عن المصالح الإسرائيلية ، ويهودية المدينة المقدسة اورشليم ” القدس ” ، ومن المؤكد أن ترامب وهو يعتزم إعلان القدس عاصمة لإسرائيل يضع نصب عينيه أن العرب متوغلون في سبات عميق ، ومشغولون بغباء في صراعاتهم الداخلية والمذهبية والدينية والعرقية ، ومتأكد أن اشترى ذِمم وولاء كثير من الحكام العرب مقابل ايهامهم بأنه سيحافظ على عروشهم وكراسيهم وسيؤمنهم من عقاب شعوبهم وسيحصنهم من جرائمهم التي يرتكبونها بحقهم وبحقهم أبناء جلدتهم وبحق قضاياهم الرئيسية واهمها القضية الفلسطينية ، فالحكام العرب أغلبهم والحق يقال مستعدين أن يفعلوا أي شيء ولو حتى يعملوا عجين الفلاحة للحصول على رضا أسيادهم من الصهاينة ، وهم في ذلك واهمون لأن أمريكا أول من ستبيعهم في أسواق الدم والنحر والتمثيل بالجثث بعد أن تحصل منها على مرادهم ، والحق أقول أيضا أن ترامب وصل لمرحلة الجنون والبلطجة غير المسبوقة ومتخيل بفعل المغالاة في البلطجة والوهم بإعلانه القدس عاصمة لإسرائيل أن الامور ستسير على ما يرام ، وأن أغلب الحكام العرب كعادتهم ومعهم جامعتهم العربية التي لم تكن يوما جامعة ولا عربية سيحتجون ويدينون ويملئون العالم ضجيجا ولكن دون فعل يذكر على الأرض ، كما أنه متخيل أن القانون الدولي أصبح مستباحا وأن القوانين والمعاهدات الدولية والأممية التي تحفظ للفلسطينين حقوقهم في إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية لا قيمة لها لأن البلطجة الأمريكية والإسرائيلية اختطفت المنظمة الأممية لتحقيق مصالح إسرائيل ، ولكن يبدو أن الغباء السياسي للرئيس الأمريكي دونالد ترامب عماه وجعله متغافلا عن غضبة الشعوب العربية والإسلامية ، وأن هذه الشعوب توحدها القدس ، وستنتفض ضد هذا القرار ، وأن هذا القرار الأرعن سيكون بمثابة بداية حقيقية لدق أول مسمار في نعش الولايات المتحدة الامريكية وإسقاطها وتفكيكها وتقسيمها ، لان غضب الشعوب العربية سيطول أمريكا ويهدد مصالحها في عقر دارها ولم ولن يجعل إسرائيل في مأمن طول الوقت ، فعندما يتعلق الامر بالمقدسات فتوقع أي شيء من هذه الشعوب والمواطنين الغيورين على مقدساتهم وقضاياهم ، وإن كانت جولدا مائير رئيسة وزراء إسرائيل قالت عن العرب : ” لم انم ليلتها وأنا أتخيل العرب سيدخلون إسرائيل أفواجاً من كل صوب .. لكني عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت ان بإستطاعتنا فعل ما نشاء فهذه أمة نائمة” . ، فليس في كل مرة تسلم الجرة ، فالشعوب العربية قادرة بتوحدها على فعل ما ليس في حسبان أمريكا وإسرائيل ، وبالتالي أطالب الرئيس دونالد ترامب بسحب هذا القرار المفخخ الذي ستكون نتائجه وخيمة ليس على استقرار الشرق الأوسط فقط بل على أمريكا وإسرائيل ، ومحاولة انتهاج سياسة الرشد والعقل والتفاوض السلمي واللجوء للشرعية الدولية بدلا من البلطجة والعنجهية والإصرار على تقديم فروض الولاء والطاعة والإنبطاح لأسياده في تل أبيب ، خاصة وان الاوضاع في امريكا تحتدم بعد وصول الديون الأمريكية إلى 20 تريليون دولار ، وتورط امريكا في دعم مخططات تقسيم البلاد العربية وتفتيت الجيوش الوطنية العربية ، كما أطالب كما طالبت مسيحيو ومسلمو العالم بالوقوف ضد محاولات اعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل ، وسرعة وقوف منظمة المؤتمر الإسلامي والازهر والكنيسة ومجلس كنائس الشرق الاوسط ومجلس كنائس مصر ضد هذا القرار ، وسحب الدول العربية سفرائها المتواجدون في اسرائيل واتخاذ كافة السبل والوسائل الدبلوماسية والسياسية المتاحة لمنع هذا القرار ، لأن اصرار إسرائيل على تسريع اعلان القدس عاصمة لإسرائيل عبر وكيلها ترامب كفيل باشعال المنطقة وربما يدفع الى إعلان القدس عاصمة مستقلة تحت الوصاية الدولية وهو ما كنت حذرت منه من قبل ، فالقدس الشرقية فلسطيننية وستظل رغما عن أنف امريكا وإسرائيل استناد للقانون والمعاهدات الدولية واجبة النفاذ.

Exit mobile version