تقرير إخباري / أبو المجد الجمال
هل هناك علاقة قوية تربط بين زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس “أبو مازن” لدمشق الجمعة الماضي باعتقال قيادين فلسطينيين من حركة الجهاد الإسلامي في دمشق مساء الأحد الماضي أي بعد أقل من ٤٨ ساعة من زيارة أبو مازن رغم نفي مصادر لذلك إلا أن مصادر أخري رجحت انصياع السلطات السورية الجديدة لشروط واشنطن للاعتراف بها وبدأت باعتقال اثنين من أبرز قيادات حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية في العاصمة السورية دمشق بما يتوافق مع تنفيذ سلطة أبو مازن أجندة الاحتلال الفاشي في غزة والضفة وفق اتهامات سابقة لحركة حماس والجهاد له ؟ ولاسيما أن أجهزة أمن أبو مازن تقود حرب في الضفة الغربية المحتلة دعما للاحتلال الصهيوني الفاشي بملاحقة واعتقال المقاومين في مدينة جنين ومخيمها وطولكرم ومخيمها العصيتان علي الاحتلال المجرم في ظل مخططه لابتلاع الضفة وضمها والسيطرة عليها وفرض السيادة الإسرائيلية لمنع إقامة أي دولة فلسطينية ولم تكتف أجهزة أمن السلطة بذلك بل راحت تعتدي بالضرب المبرح علي أهالي جنين وطولكرم المحتجين علي حملاتها الداعمة للاحتلال المجرم ما دفع البعض للترويج لنظرية تحالف أبو مازن مع نتنياهو وترامب لاعتقال قيادات الجهاد الإسلامي في سوريا والتخلص علي ما تبقي منها حيث كان يتواجد هناك ١٣ فصيلا غادر بعضها دمشق بعد سقوط نظام المخلوع العارب علي غرار ما تفعله أجهزته الأمنية في الضفة المحتلة لينبثق من هذا السؤال سؤال آخر هل كانت زيارة أبو مازن لدمشق هي زيارة لمندوب رسل الشيطان وقاتلي الإنسانية في غزة نتنياهو وترامب هذا السؤال الشائك والملغوم يفرض نفسه بقوة تسونامي المدمر بل وأشد في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير في غزة ولبنان وسوريا وإصرار مجرم الحرب نتنياهو علي عدم وقف الحرب رغم فشله الذريع في تحقيق أهدافها بشهادة القيادات الأمنية والعسكرية الإسرائيلية ورغم أنف المظاهرات التي تشعلها عائلات الأسري الإسرائيليين في تل أبيب والقدس وكل مدن إسرائيل للمطالبة بوقف الحرب وتتهمه من خلالها بالتخلي عن الأسري لإطالة أمد الحرب للبقاء في سدة الحكم حتي لا ينهار ائتلافه الحاكم ورغم التهديدات الخطيرة التي تلقتها قيادات إسرائيلية باغتيالات سياسية تطل رئيس الشاباك المقال روبين بار بحسب تحذيرات زعيم المعارضة الإسرائيلي يائير لابيد في ظل اشتعال حرب الخلافات بين بار ونتنياهو ومحاكمة الأخير في تهم فساد واستئناف جلسات محاكمته في المحكمة المركزية في تل أبيب وتطويق عائلات الأسري قبالة المحكمة بعد وصوله وقبيل استئناف جلسات محاكمته بعد تصريح خطير ومستفز لوزير المالية الإرهابي بتسلئيل سموتريتش بأن ملف الأسري ليس له أهمية الأن في إسرائيل ما زاد من غضب واحتقان المشهد السياسي في تل أبيب التي أصبحت علي شفا جرف هار وتعاني حرب داخلية علي حد تعبير زعيم حزب إسرائيل بيتنا وزير دفاع الاحتلال السابق أفيغدور ليبرمان
البداية العاصفة عندما فاجأت دمشق لأول مرة بعد سقوط نظام بشار الأسد المخلوع والهارب لموسكو وعائلته حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية التي تقاتل جنبا إلي جنب مع حركة حماس في غزة العدوان الصهيوني الغاشم علي مدار أكثر من ١٩ شهرا من الإبادة والتجويع والحصار والتطهير العرقي والتهجير القسري والاستيطان الإرهابي المتواصل بحق أهالينا في غزة الصامدون فاجأتها لأول مرة باعتقال قوات الأمن السورية مسئول الساحة السورية القائد المهندس خالد خالد والقائد المهندس مسئول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري في دمشق بعد أقل من ٤٨ ساعة من زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لدمشق ولقاءه نظيره السوري أحمد الشرع
الأمر الذي دفع إلي تحركات عاجلة وسريعة تقودها قيادات فلسطينية وعربية داخل سوريا وخارجها للإفراج عن القيادين الفلسطينيين في ضوء ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية “د ب أ” عن مصادر مطلعة
تقتصر لائحة الاتهامات التي تواجه القيادين الفلسطينيين في دمشق علي تهمة واحدة ألا وهي “التخابر مع إيران” بحسب وسائل إعلام سورية
في أول رد من الجهاد الإسلامي علي اعتقال اثنين من قادتها هما مسئول الساحة السورية خالد خالد ومسئول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري في دمشق في ظروف غامضة طالبت الحركة السلطات السورية بالإفراج عنهما
وفي بيان يهز المشاعر ويمس القلوب لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي الفلسطينية” وجهت من خلاله رسالة إنسانية جاء فيها : “أهلنا وأبناء جلدتنا وأشقائنا في سوريا الحبيبة ها قد مر اليوم الخامس ويقبع لديكم اثنان من خيرة كوادرنا هما “مسئول الساحة السورية خالد خالد ومسئول اللجنة التنظيمية ياسر الزفري وتم إيقافهما من دون توضيح عن أسباب الاعتقال وبطريقة لم نكن نتمنى أن نراها من إخوة كثيرا ما كانت أرضهم حاضنة للمخلصين والأحرار الذين لم يتركوا عبر التاريخ محتلا أو طاغية إلا وأهلكوه بغيرتهم على دينهم وعرضهم وعلى مدى عقود استضافت سوريا كثيرا من الفصائل الفلسطينية المناهضة لإسرائيل مثل حركة حماس والجهاد الإسلامي وفي الوقت الذي نقاتل به العدو الصهيوني منذ أكثر من عام ونصف في قطاع غزة نأمل مد يد العون والتقدير من إخواننا العرب وليس العكس وبندقيتنا لم تتوجه منذ انطلاقتها إلا لصدور العدو ولم تنحرف يوما عن الهدف الأساسي والذي هو التراب الفلسطيني الكامل وفي إشارة إلى النزاع الداخلي السوري الذي بدأ عام 2011 ثمنت الدور الكبير للقيادين الفلسطينيين المعتقلان في دمشق في دعم القضية الفلسطينية وإغاثة أهلهم بالعمل الإنساني خلال السنوات العجاف التي مرت بها سوريا
من المعروف أن حركتي حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتين تأتي ضمن منظومة محور بقيادة إيران الحليفة لنظام الأسد المخلوع والهارب لموسكو وأسرته وأبقت حركة الجهاد على وجودها في دمشق عقب إطاحة فصائل سورية معارضة حكم بشار الأسد في ٨ ديسمبر ٢٠٢٤ ووصول أحمد الشرع “أبو محمد الجولاني سابقا” لسدة الحكم في سوريا
كان الاحتلال الصهيوني الفاشي أعلن في ١٣ مارس الماضي شنه غارات جوية وحشية ومسعورة استكمالا لغاراته السابقة استهدفت مقار الجهاد الإسلامي في دمشق واستهداف منزل أمين عام الحركة زياد نخالة بقصف صاروخي في حي دمر شمالي دمشق ضمن مئات الغارات الجوية التي نفذها في كل أنحاء سوريا وسيطرته علي هضبة الجولان لأول مرة بعد سقوط نظام الأسد
كانت واشنطن التي تدعم حرب القرن علي غزة دعما مطلقا حتي أعادت القتال للقطاع المدمر في الولاية الثانية ل ترامب وتمد الاحتلال الصهيوني الفاشي بالأسلحة الفتاكة والمحرمة دوليا لقتل الأطفال الأبرياء في غزة حتي حولتها إلي أكبر مقبرة جماعية مفتوحة للأطفال في العالم وحرضت السلطات السورية الجديدة علي نبذ ما أسمته بالإرهاب وقمعه قاصدة المقاومة واستبعاد المقاتلين الأجانب من أي أدوار رسمية ومنع إيران ووكلائها في المنطقة من استغلال الأراضي السورية مقابل رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية المفروضة علي سوريا في عهد النظام المخلوع والهارب وأسرته لموسكو كانت واشنطن صنفت حركتي حماس والجهاد كمنظمات إرهابية رغم أنها هي التي تمارس الإرهاب علي كل دول العالم خاصة منطقة الشرق الأوسط المنكوبة بالحروب والكوارث والأزمات التي يشعلها الشيطان الأعظم عصابات الولايات المتحدة!.
التعليقات