بقلم / إبراهيم عارف
يوماً بعد يوم .. تبعث فينا القضية الفلسطينبة أمل يكاد يموت في نفوسنا و قلوبنا .. فأنا واحد ممن ماتت القضية الفلسطينية في قلوبهم .. و تحجرت أحاسيسهم و تبلدت .. مثلما تحجرت أفكارهم و انشغلنا بمصيرنا المحتوم
انشغلنا عن الأشقاء في فلسطين لكنهم دائما ما يؤكدون أنهم لازالوا احياء .. اعتقد البعض انها إنتفاضة لحظية و لكنها تشبه انفاضة تاريخية قد تستمر الي قيام الساعة.
ففي فترات سابقة كنا نواجه العدو الصهيوني بأفكارنا و أقلامنا بل و بأسلحة المقاطعة لكننا.. جرجرتنا الاحداث الي ان نلتفت الي كآبتنا و احزاننا و مآسينا.. التي صنعناها بأنفسنا و لأنفسنا و استخدمنا فيها كل معطيات حياتنا..
تبلدنا لأننا عالقون علي نسيج هش صنعناه من خيوط العنكبوت الواهنة .. و تشبثنا بها رغم أننا لا نعني إلا أن نموت علي هوامش الردي بأيدي عربية و ربما إسلامية
.. فالفلسطينيون علي مر تاريخهم ننظر إليهم علي أنهم باعوا أراضيهم للصهاينة .. و ربما هذا جزء من الحقيقة و لكن الحقيقة الكبري ان فلسطين عربية.. و ستظل عربية الي قيام الساعة.. و القدس ايضا عربية شاء الصهاينة أم أبوا .. و لا يملك الحكام مهما علت مكانتهم انخفضت شعبيتهم ان يتنازلوا عنها.. و مهما كانت هناك روابط او مصالح تربطهم بالكيان الصهيوني و هم يعلمون ان فلسطين في القلب العربي و الاسلامي .. و ان انتفاضة السكين إنما هي جزء من انتفاضة عشناها.. و خرجنا في مظاهرات عديدة منذ عام ١٩٩٠و نحن طلاب في الثانوية العامة .. و في السنوات الاولي من الجامعة كنا نبكي عندما نري مذابح صبرا و شاتيلا و نبكي اكثر عندما نري الاطفال الفلسطينيين يموتون بأيدي القتلة الصهاينة
.. انا شخصيا رأيت ملامح من التعذيب النفسي جراء انغماسي في مشاهدة تلك المناظر التي يشيب لها الولدان
كنا وقتها مرهفي الاحسان .. مشاعرنا حالمة .. عالقون بين السماء و الارض .. لا نعرف من الواقع الا الابتسامة التي فقدناها مع اول مشهد من مشاهد التعذيب و اول مشهد من مشاهد الدم .. و مع اول مشهد من مشاهد المجازر الصهيونية
و عندما كبرنا شاهدنا اقسي مما علق في اذهاننا .. و ما نسجته الاقدار من اكفاننا ..
و لا زالت ..