السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

انتبهوا .. المنيا .. الخطر القادم ..!!

انتبهوا .. المنيا .. الخطر القادم ..!!

بقلم / جرجس بشرى

محاولات مستميتة تُجرى على قدم وساق الآن للنيل من استقرار الدولة المصرية ووحدتها ومحاولة تركيعها من عدة قوى مخابراتية مُعادية ، وهذه المحاولات ليست بالجديدة ولا المستحدثة ، ولكنها محاولات بائسة بعد فشل هذه القوى ــ فشلاً ذريعاً ــ في تركيع مصر بالثورات التقليدية والحروب الإقتصادية ، والنفسية والإلكترونية ، والإرهابية ، حيث ثبت بالتاريخ والجغرافيا والدين والدم أنها لم ولن تنل من عزيمة المصريين بل تزيدهم قوة وصلابة وعنادا ً والتفافا حول جيشهم وشرطتهم ودولتهم الوطنية ، إلا أن هناك حربا ًمستنسخة وأشبه بالنكتة البابخة يلجأ إليها أعداء الوطن ويستدعيها الخونة ومرتزقة الأديان ومقاولي هدم الأوطان ، والمتاجرون بحقوق الإنسان ، كلما عجزوا وفشلوا ولا أكون مبالغاً إذا قلت يلجئون إليهم كلما يأسوا لكي يحاولوا مرات ومرات ربما تنجح مخططاتهم في المرات التالية ، وهذه الحرب هي الحرب المذهبية والطائفية واستدعاء حماية الأجنبي للأقليات الدينية والعرقية والمذهبية ، فهذه الحرب لا تقل خطرا ً عن القنابل الذرية في الفتك بالشعوب والمصائر ، بل وربما تفوق في شراستها وقوتها وخطرها الحروب الذرية والكيماوية والهيدروجينية لانها تستهدف العقل وتُغيب الإرادة وتستدعي وتستهض روح الكراهية للآخر المختلف والإبادة والقتل والذبح والتمثيل بالجثث والحرق والإغتصاب والتدمير الذاتي بحجة الدفاع عن الدين والوطن والمذهب والدين برء من كل هذه الموبقات والكبائر والجرائم ، ولقد حذرت من سنوات من خطورة هذه الحرب الوشيكة ، وكان آخر هذه التحذيرات منذ شهور قليلة عبر عدة مقالات هنا على صدى البلد وبعض المواقع الصحفية الأخرى ، وقلت أن حرباً طائفية ومذهبية يتم طبخها الآن لتمريرها في مصر تحديداً ، بعد عجز الحروب التقليدية الأخرى والإقتصادية والإرهابية للنيل من وحدة المصريين ، ولعل ما يؤكد كلامي هذا المؤتمر الذي عُقد مؤخراً في واشنطن بعنوان ” الدفاع عن مسيحيي الشرق ” ، والذي قال فيه نائب الرئيس الأمريكي ” مايك بنس ” أن المسيحية تتعرض اليوم إلى هجوم غير مسبوق في دول الشرق الأوسط ، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة ستقف دائماً إلى جانب من يعانون بسبب ديانتهم ،وقال مخاطباً مسيحيو الشرق ” المساعدة في طريقها إليكم ” واصفا ً الأعمال الإجرامية التي يرتكبها تنظيم داعش الإرهابي بـ ” الجرائم ضد الإنسانية” وانتقد الأمم المتحدة لفشلها في تنفيذ المشاريع الرامية إلى حماية الأقليات الدينية في الشرق الاوسط بقوله ” لن نعتمد على الأمم المتحدة فقط لحماية المسيحيين والأقليات ولكن سنتواصل مع كل المنظمات المعنية … أمريكا تستطيع دعم هذه الأقليات بشكل مباشر ” وانتقد بنس حرق الكنائس في مصر وقال أنه سيبدأ بزيارة مصر في إشارة منه للدفاع عن الأقليات الدينية فيها من الأقباط والشيعة وغيرهم ، ومن العجب العجاب بل ومن الكارثة التي تصل إلى حد الفضيحة أن هذا المؤتمر المشبوه عُقد تزامناً مع بعض الأحداث في مصر والتي تنبئء بالخطر الداهم على الدولة الوطنية ، فهل هذه مصادفة أم أمر مقصود من محافظ المنيا ومسئوليها أن يمُنع أقباط من الصلاة في كنائسهم ودور عبادتهم ويتم الهجوم على بعض الأقباط في محافظة المنيا المأزومة ومحاولة اتلاف ممتلكاتهم من قبل متشددين ، بجانب إغلاق اربع كنائس بالمحافظة بحجة عدم وجود تراخيص للصلاة فيها ، وسبق هذه الاحداث المؤسفة التي تضرب الدولة الوطنية وسيادة القانون في مقتل منع أقباط من الصلاة في قرية الفرن مما اضطرهم للصلاة في الشارع ، يا سلام !! .. إيه الشطارة دي ؟!! وإيه المغازلة دي للتطرف والتشدد والطائفية ؟!! والأخطر أن بيان محافظ المنيا قد زاد الطينة بلة بعد غلق 4 كنائس والاعتداء على بعض الأقباط من قبل متشددين ، فلقد وضع المحافظ الهمام الأقباط المطالبون بحقهم القانوني والشرعي في الصلاة والتعبد في سلة واحدة مع المتشددين ووصفهم بالتشدد حينما قال بحسب البيان الصادر عن المحافظة ” لن نسمح للقوى المسيحية المتشددة بفرض إرادتها على الدولة ” وهو كلام ــ لوصح ــ خطير يستوجب على الفور إقالته من منصبه ، ثم محاكمته لو نحن فعلا وبجد وحق وحقيقي في دولة قانون ، ، لأنه يسيء لأقباط مصر الذين دفعوا ثمنا باهظا من كنائسهم وأموالهم وممتلكاتهم وأرواحهم دفاعا عن مصر ووحدتها وجيشها وشرطتها ، كما أنه ضد توجهات الرئيس السيسي شخصيا الداعمة للدولة الوطنية ، ومن الأغرب أن رأينا المحافظ يلجأ إلى جلسات الصلح العرفية التي تضرب أساس الدولة الوطنية وسيادة القانون في مقتل ، وتُبرىء الجناة والمتشددين من العقاب ، بل وتُحصنهم للإفلات من المساءلة والمحاسبة ، تخيلوا .. هذا يحدث في المنيا التي كان لها نصيب الأسد في الإعتداءات الإخوانية على الكنائس حيث حُرقت فيها قرابة 64 كنيسة بعد فض اعتصامي رابعة والنهضة عام 2013 ، وهو ما يؤكد أن هذه المحافظة بؤرة للجماعات المتطرفة والإرهابية وتنظيم داعش ، وربما يكون المسئولين فيها مخترقين ، أو أياديهم مرتعشة أو بصراحة كدة إخوان وينفذون أجندة طائفية مضادة للدولة المصرية الوطنية بحيث يتم تصعيد الأحداث الطائفية في هذه المحافظة يوما بعد يوم إلى أن نستيقظ يوما لنجدها إمارة إسلامية ، وأنني من هنا أرفض وبكل قوة كمصري أولا ً وكمسيحي دعوات نائب الرئيس الامريكي للدفاع عن أقباط مصر وأرفض زيارته إذا كانت لهذه المهمة المفخخة ، فتاريخ الكنيسة الوطني ثابت لن يتغير ــ أبداً ــ في رفض دعوات الحماية الدولية للأقباط من أي دولة ، كما أطالب الرئيس السيسي شخصيا بالتدخل وبشكل عاجل لنزع فتيل الازمة في محافظة المنيا ، والتفكير بشكل جدي في تعيين محافظ من المخابرات الحربية أو العامة ، وتعيين قيادات امنية في مراكز وقرى ومدن المحافظة من المشهود لهم بالوطنية والنزاهة ، ورفض جلسات الصلح العرفية والإنتصار لدولة القانون والدولة الوطنية التي ينادي بها دوماً ، لأن جلسات الصلح العرفية هي انتصارلدولة العشيرة والجماعة والشلة ومغازلة للتطرف والتشدد ، وتغييب للردع العام بشكل يسهم في توغل الطائفية والعنصرية في هذه المحافظة المنكوبة ، فإذا كنا نحارب بحق من أجل الدولة الوطنية فلا يجب ان نعطي مبررا بسياساتنا لتدخل قوى اجنبية في شئوننا بحجة حماية الأقباط والأقليات الدينية …
حفظ الله مصر وشعبها

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79679025
تصميم وتطوير