Site icon جريدة البيان

“المنشاوي باشا” وسر ثروتة التي قدرت بـ 2 مليون جنيه.. أنشأ وقف علي 1000 فدان لأعمال الخير

هاني حسين

 

قدرت ثروته بنحو مليوني جنيه آنذاك إنه “أحمد المنشاوي باشا” واحد من أعيان الغربية والذي خصص جزءا منها لأعمال الخير ثروة أحمد باشا المنشاوي في بداية القرن العشرين مليوني جنيه، ويعد من أكبر الشخصيات المصرية إنفاقًا على خير في تاريخ مصر الحديث، وأنشأ وقفًا على 1000 فدان يذهب عائدها لأعمال الخير.

ويعد المنشاوي باشا من أشهر كبار الملاك الذين كانوا يبنون ما يعرف بـ«التكيات»، والتكية هي أقرب مائدة الرحمن لكن تعمل طوال السنة، وتقدم الطعام والشراب للفقراء مجانًا.

 

يعد المنشاوي باشا واحدا من أكثر المصريين في العصر الحديث إنفاقًا في المشروعات الخيرية، وقد أوقف المنشاوى باشا نحو ألف فدان على أعمال الخير والإصلاح.

 

البيان تلتقي باحد افراد اسرة المنشاوي باشا يحي المنشاوي يروي جزء من السيرة الذاتية لجدة احمد باشا المنشاوي، قال يحي المنشاوي ان جدي احمد باشا المنشاوي ولد في محافظة الغربية لعائلة عريقة وكبيرة، وجاء اسم المنشاوي نسبة لقربة المنشاة بمركز زفتى، ووالده يكون أحمد آغا المنشاوي، وكان أصغر إخوته الثمانية الذي ورثوا 200 فدان، وتربى وسط إخوته وتعلم اللغتين العربية والتركية، وعندما بلغ 18 عامًا عمل معاونًا للإشراف على عمال المزارع.

لديه 8 إخوة وورثوا 200 فدان

واستكمل يحي المنشاوي حديثة عن جده المنشاوي قائلا ، في شبابه، كان أحمد المنشاوي طموح للغاية ولا يرغب أن يكون مجرد موظف، وبدأ في تجارة التبن، ثم استغل الخبرة التي اكتسبها من العمل في الزراعة، وكان يهوى شراء الأراضي لزراعتها حتى وصل عدد أراضيه لـ10 آلاف فدان، تنتج غلة في العام الواحد قيمتها 100 ألف جنيه بأقل عدد من العمالة والكتاب.

 

واضاف يحي المنشاوي خلال حديثه للبيان ان هذا الكلام لفت نظر إسماعيل باشا المسؤول عن المالية في عهد الخديو إسماعيل، والذي اقترب منه ورقاه واستغل خبرته في عمارة الأرض خاصة أنه لا يعتمد على أحد، ليكون من مؤسسي أول مجلس نيابي في مصر وعضو له مواقف شجاعة، والزعيم الممثل لمحافظة الغربية وأصبح من كبار القطر المصري.

وتابع يحي المنشاوي مات والداه عن ثمانية أولاد هو أصغرهم وترك لكل ابن مائتي فدان فرباه أخوه محمد بك المنشاوي وعلمه مبادي القراءة والكتابة بالعربية والتركية

 

وفى الثامنة عشر من عمره عين معاونا في عمال المزارع والتى تسمي الدائرة السنية فعرف كيفية إدارة الزراعة وتثمير الأرض بالطرق المنتظمة التى كان يجري عليها من أمراء مصر.

 

يحي المنشاوي اكد ان المنشاوي باشا رحمة الله كان كبير النفس شديد الطموح، اشتغل بأعمال زراعية فنجح فيها نجاحا عظيما بكده وجهده حتى وثق به إسماعيل باشا المفتش العام الذى كان يدير دفة الحكومة المصرية فى عهد الخديو اسماعيل باشا فرقاه فى عمله وكانت براعته فى عمارة الارض واستغلالها أشد من براعته فى أمتلاكها.

 

واشار يحي المنشاوي ان جده المنشاوي ملك عشرة آلاف فدان كانت غلتها نحو مائة الف جنيه فى السنة

 

يحي المنشاوي قال ان حدائق المانجو بقرية القرشية هي اعظم واقدم حديقه في العالم ، اقدم من حديقة هايد بارك بإنجلترا ، وهي من معالم قريته حدائق المانجو الشهيرة والتي انشأها المرحوم أحمد باشا المنشاوي

 

وقد أشتهرت هذه الحدائق وثمارها بحلاوتها وجودتها وذلك على مستوي القطر المصري كله حيث لا يوجد فى مصر انواع تفوقها جودة ولا حلاوة

 

واما عن سر حلاوتها فهو أن أشجار مانجو حديقة المنشاوي قد ارسلت من الهند مباشرة وزرعت فى مكانها الحالي، كان ذلك حينما نفى أحمد عرابي (والذى كان صديق للمنشاوي باشا) وكانت لا توجد فى مصر مانجو آنذاك

 

لذا ارسل عرابي كمية من الشجيرات إلى المنشاوي الذى غرسها فى مكانها والتى مازالت موجودة إلى يومنا هذا وكانت اول مانجو غرست فى القطر المصري وهى مازالت اجود أنواع المانجو وثمارها لا يعلى عليها

 

لذا تجدها أغلي ثمنا من غيرها وفى عهد الملكية والبشوات اصحاب الاقطاعيات كانوا يتخاطفونها لاهدائها إلى كل عزيز لديهم.

 

يحي المنشاوي يحكي عن جزء من اعمال الخير لجده

 

قال يحي المنشاوي ان جدة المنشاوي قام بانشاء مستشفى للحميات واهدائه إلى الحكومة حيث كان أهالي الغربية يعالجون فى ذلك الوقت من الكوليرا وغيرها من الاوبئه فى العراء أو فى الخيام.

 

كما قام ايضا بإنشاء مستشفى المنشاوي العام العمومى بطنطا والذى مازال يخدم الاهالى حتى يومنا هذا وكان هذا المستشفى هو المستشفى التعليمي الوحيد لجامعة طنطا عند انشائها.

 

كما أنشأ الجامع الكبير فى مدينة طنطا وبناء عدة مساجد بمركز السنطة كما انشأ العديد من المدارس المتنوعة بنين وبنات بها ومنها مدرسة للصنايع وهي تؤدى مهمتها إلى الان.

 

وانشأ أيضا العديد من المعاهد الدينية للبنين والبنات(معاهد المنشاوي الديني) وعددا من مدارس تحفيظ القران.

وأقام المتشاوى الملاجىء للايتام والارامل كما انشأ تكية لحجاج بيت الله الحرام تأويهم من عناء السفر.

 

وهو الباشا الوحيد الذى قرر اذا توفى أحد من الموظفين او العمال او المستاجرين عنده يعين من بعده أكبر أبنائه بنفس الراتب او استئجاراته وذلك لرعاية اسرته، كما رصد مبلغ كبيرا للقرض الحسن للمتعسرين ماليا وانشأ لهم صندوقا ماليا ليدفع منه اى متأخرات للمستأجرين لارضه او الذين يصابون بكوارث ووضع شرط انساني واخلاقى تقدمي

 

وهو الا يطالب الشخص المقترض بسداد هذا الدين إطلاقا ويترك له حرية السداد حين ميسره دون الضغط عليه بالمطالبه.

 

 

واضاف ان جده هو اول من قام بعمل ارض وقف لأطعام الكلاب والقطط والطيور المهاجره . رحم الله احمد باشًا المنشاوي وانتظرونا مع شخصية مصرية جديدة من أولاد الأصول .

 

Exit mobile version