الأربعاء الموافق 05 - فبراير - 2025م

الكرة المصرية تلعب بالاغريقية

الكرة المصرية تلعب بالاغريقية

جمـــال مهـــدى
الكرة المصرية رايحة على فين؟.. سؤال يطرح نفسه هذه الأيام بعدما اختار المنتخب الوطني النفق المظلم طريقا مناسبا للوصول لكأس الأمم الأفريقية بالمغرب.. لاعبونا الأفذاذ المهرة بقيادة العبقرى «شوقى غريب» حصدوا من المباراتين الأوليين أمام السنغال وتونس صفرا من النقاط.. وطبعا هذا الصفر أصبح رقما مفضلا لايزال يحتفظ بقيمته لدى نظام فاسد.. ولم تتغير قيمة الصفر مع مرور الزمن رغم ثورة أتت لتطهر جروح الماضى وتقضى على بقايا الفاسدين.. وربما تتحقق المعجزة التى حدثت منذ سنوات والمعروفة بصفر المونديال.. أتذكروها؟.. وبذلك تكتمل براعة الكرة المصرية التى لم يصل اليها أى منافس آخر بالكرة الأرضية عموما.. فنحن الفراعنة متفردون فى أى مجال..
أكتب هذا الكلام قبل مواجهة بوتسوانا على أرضها ونتيجتها فى علم الغيب.. فمن الغريب أن تتوقع ماذا ستسفر عنه مباريات مصر بالداخل أو بالخارج.. تصوروا.. ان موقف مصر ان كانت تلعب مع فريق من التلامذة أو مع الأساتذة من عينة تونس أو السنغال.. ولا تعجب اذا هزم منتخبنا البطل المغوار الذى لا يشق له غبار وسقط المدير الفنى الهمام وضاع نجومنا الفرسان بالمباريات المقبلة هنا أو هناك.. ونصل فى هذه الحالة الى رقم قياسى غير مسبوق بعدم التأهل للمونديال الأسمر للمرة الثالثة على التوالى.. وهو الرقم القياسى ذاته الذي انجزناه عندما فزنا بالبطولة واحتفظنا بها مدى الحياة.. ولا يفتنى أن أذكر ابداع الكرة المصرية بغيابها عن المونديال العالمى ربع قرن من الزمان.. وهذا الشرف لم تنله أى دولة غيرنا.
الكرة المصرية تتفوق على نفسها وتأتى بالجديد فى علم المنافسة.. وشعارها بالبطولات اجرى وحلق حوش وغير نصيبك لا تحوش.. وهذا العلم بحره غويط يمتد الى عصر الاغريق.. عندما كان المستوطنون القدامى يتسلون بقطعة من الجلد مكورة تتقاذفها الاقدام بلا هدف سوى اللعب واللهو قبل أن تعرف الدنيا ماهى كرة القدم وقبل أن يكتشفها الصينيون فيما بعد ويصنعوها بالشكل المشابه وقبل اختراع الانجليز واقامة أول مسابقة لها ونظاما وقانونا.

واستمرت اللعبة على حالها الى يومنا هذا ولكن تطورنا مع الوقت ووضعنا فى حساباتنا ضرورة الحصول على بطولات داخل القارة السمراء.. ولم لا ونحن الرائدون فى الكرة الأغريقية وقد عرفناها لجميع الأفارقة وبدورهم تفوقوا وتقدموا علينا ووصلوا العالمية.. وقبعنا نحن فى مكاننا ووقفنا محلك سر.. حتى البطولات المحلية على الصعيد الأفريقى باتت تعاندنا وبدأنا نلهث وراءها بعد أن ضللنا الطريق وحدنا عن مسارها الصحيح وانحرفنا.. والدليل أننا نملك دورى للمنحرفين لا يوجد مثيله فى العالم.. ولن ينقرض.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79609740
تصميم وتطوير