الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

القاتل المنتحر

القاتل المنتحر

القاتل المنتحر

 

وفيق عامر

 

القاتل هو والمنتحر سواء فكل منهم قتل نفس بغير نفس من أعطى لهم الحق في سلب الحياة التي يهبها الله وحرم قتلها فلا فرق بين ان تقتل نفسك بالانتحار او تقتل غيرك وان اختلفت الدوافع فالنتيجة واحدة كل منهما يسلم عقله لشيطانه فيستحوذ عليه ويدفعه نحو هذه الكبيرة .

 

فالقتل كبيرة من الكبائر وكذلك الياس من روح الله قال تعالى،، أنه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون فهناك دوافع للقتل مسلم بها ان كانت من أجل الشرف او السرقة او الانتقام او ماشابه ذلك.

 

اما دوافع الانتحار دائما متشابهه عامل نفسي قهري يسيطر على كيمياء المخ إلى أن يفقد الفرد شعوره بالحياة الضاغضة عليه فيعزم على مفارقتها حيث نفسه تصور له جسر الخلاص من المعاناة هو التخلص من حياتك بالتأكيد صراعات نفسية عنيفة داخلية تاخذ الفرد في عالم آخر لا يرجع منه إلا وهو عازم النية على الانتحار كيف تهون عليه نفسه.

 

أين عقله ساعة الاستعداد والاقدام على هذا والاغرب أختيار وسائل الخلاص الابدي تتحجر مشاعره بالكامل فلا رابط بأهل او صديق أو رغبة او هدف ويمضي شنقا او تحت قطار او قفذ من مكان شاهق .

 

وما يستوقفني انه ثمة ارتباط وثيق بين وسيلة الانتحار والمنتحر او شئ كمن داخله منذ صغره ليحدد وسيلته بهذا الشكل فهناك من يتناول بعض العقاقير بكثرة ويذهب بسلام دون رجعة للحياة .

 

هذا لا يلفت نظري ولا يستوقفني مثل الذي يلقي بنفسة تحت قطار فهو يعلم انه لا نجاة ولا حتى واحد في المئة ووكذلك من اختار أعلى منطقة في القاهرة ليضمن ان لن يقدر على انقاذه احد اي عزم هذا اي دافع هناك الكثيرون ينتحرون في العالم على اختلاف ظروفهم المعيشة ومراكزهم وثقافتهم.

 

وهذا أن دل على شئ إنما يدل انه لا يوجد سبب هو دافع للانتحار فالغني والفقير والمثقف والجاهل والمهمش والمشهور والصغير والكبير والمريض والصحيح اذن هو ليس له معلم واضح.

 

لنقل مثلا من أجل ذلك هو حالة نفسية تسيطر على الإنسان إن غاب عنه الإيمان او حدثت له هزة فزل بعد ثبوت فيأس من روح الله

ولم يجاهد هذا الخلل الذي جعل شيطانه يصحبه معه معتقدا ان الراحة بهذا الشكل وزين له الأمر حتى أنه لم يتذكر ان هذا كفر وعقابه بمجرد نزوله لقبره سامحهم الله ولو اننا تناولنا هذا بشي اكثر دقة انه موعده لا يستقدمون عنه ساعة ولا يستاخرون قال ” تعالى أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة  ” فلحظته حانت وورقة عمره في نفس التو ولو لم يتدخل هو بوسيلة أعدها له شيطانه لكان قابل وجه ربه وهو في نفس مكانه.

 

وإجابة لمن تختلط عليهم الأمور ويقولون كيف تدخل الله هو من كتب هذه النهاية ؟ 

 

نقول لهم ببساطة الله كتب نهاية وبداية كل شئ منذ الأزل واعمالنا ومصائرنا التي سنعملها نحن بارادتنا لان الله أعطانا العقل وخيرنا وقبلنا وتركنا نتعامل مع الحياة ولانه هو الله الاعلم بكل شئ سجل لنا ما سنفعله بارادتنا بكل دقة ونتائجه لانه هو الله ففي علم الله المسبق ان فلان سوف يفعل يوم كذا هذا الفعل ولانه الله الذي لا تأخذه سنة ولا نوم ولانه هو الذي ليس كمثله شئ فلا تستغرب لانه علم ماذا ستفعل بعد عدد من سنينك او الان او كيف تكون نهايتك المسألة منك انت أفعالك انت محدثها وتتحمل نتيجتها اما ما عند الله هو تدوين من الاعلم بما ستفعل إلى أن تموت .

 

مثال بسيط كالمدرس الذي يقيم تلاميذه قبل الامتحان فيعطي لكل واحد فيهم درجة ويتحداهم وبعد التصحيح يعلن ما توقعة ولا يخطئ فما بالك بمن صنعك .

 

القياس مع الفارق ولكن لتقريب الهدف خلاصة القول الانتحار هو نهاية يختارها الفرد بعد معاناته من مرض نفسي ربما له اعراض عضوية ولكنه داخل صدره وعقله واذنه وعينه اشياء تعتمل بالداخل ولا ندركها .

 

أيتها الأسر المفككة التحمي أيها الإعلام الغائب

أين برامج العلم والايمان وفي نور الله وعالم البحار وعالم الحيوان وبرامج الشعر والموسيقى أين تربية النفس وتغذية الروح أيها الأحياء تمسكوا بمن بذكره تطمئن القلوب افتحوا اروقة المساجد رحمة بشبابنا واكثروا من مراكز للشباب هدافة تقف على أحلامهم وتسمع شكواهم وتشغل فراغهم لان هناك إشارة خطر عندما يصل الشخص لكلية هندسة ويتفوق لدراسة هندسة طبية ثم يفكر في الانتحار فليس مرض ذهاني او عقلي انه قهر نفسي اكتشفوا الحقيقة لإنقاذ اولادنا

 

 

وفيق عامر

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79650958
تصميم وتطوير