السبت الموافق 08 - فبراير - 2025م

الفقي يكتب: ثقافه الدجل والشعوذة

الفقي يكتب: ثقافه الدجل والشعوذة

بقلم: سعد الفقي …

 

لا أعرف شعوبا تؤمن بالخرافة والدجل كما هو الحال في بلادنا العربية والإسلامية. ربما لأنها تجارة رائجة ومريحة فبمقدور أحد السذج والذي لا يعرف الألف من الكوز الذرة. الترويج لبضاعته الخاسرة والتي لا تخرج عن كونه يعرف البخت واليانصيب من خلال بعض التمتمات وكتابة بعض قصاصات الورق باللون الأحمر. زمان كنا نري قارئة الفنجان وهي تجوب القري والنجوع والكفور وقد التف الناس حولها بالعشرات ان لم يكن بالمئات ولا ينفض المولد إلا بعد تفريغ الجيوب التي حصلت عليها بنت الأصول دون تعب أو عناء ثم امتد الأمر بعد ذلك إلي شخصيات كنا نراها محترمة فامتهنت هي الأخري الدجل والشعوذة والخرافة ومن خلال بعض الكذبة من المريدين استطاع هؤلاء جلب الأموال التي تأتيهم من كل صوب وحدب. مبلغ علمي ان هذه التجارة الخاسرة تنمو وتزدهر في المجتمعات البعيدة عن التدين وان شئت قل التي ينتشر فيها التدين المغشوش.

 

والمؤسف ان غالبية الزبائن أو الضحايا يؤدون الصلوات في مواقيتها وربما يصومون الاثنين والخميس وتاسوعاء وعاشوراء ووقفة عرفات إلا انهم يعتقدون في ثقافة الدجل والخرافة.

 

صحيح ان السحر موجود منذ القدم وسيظل حتي يرث الله الأرض ومن عليها إلا ان الإسلام رسم لنا طريقاً للعلاج منه من خلال قراءة آيات بينات من كتاب الله شريطة أن يكون المعالج بضم الميم ممن عرف بتقواه وورعه. لقد شغلني ما سمعت من ثقافة تزداد وتنتشر لعالم الدجل والشعوذة وقلت في نفسي إذا كان هؤلاء الدجالون يمتلكون العصا السحرية ويوزعون صكوك السعادة علي من يريدون فلماذا يحرمون أنفسهم منها وإذا كان بمقدورهم جلب النفع والضر لعباد الله فلماذا لا نسلطهم علي هؤلاء الذين عاثوا في الأرض فسادا ودمروا الأخضر واليابس في بلادنا العربية والإسلامية وإذا كانوا يمتلكون مفاتيح إخراج الجنان فلماذا لا يذهبوا بها إلي جورج بوش الأب والابن ومعهم بالمرة الرئيس أوباما وكل من روج لثورات الخريف العربي. لقد أمسكت بالريموت وأدرت مؤشر التليفزيون لأفاجأ بسيل من القنوات التي تروج للدجل والخرافة فهذا البرنامج يديره مقصوف الرقبة فلان بن علان ويستطيع جلب العرسان ورأب الصدع بين الأزواج والزوجات إلي آخر الشعارات الرنانة والتي تجد للأسف أرضية خصبة عند الكثيرين. ثقافة الدجل والشعوذة تحتاج إلي تشريعات رادعة لمن يروج لها ومن يعمل بها وتحتاج أيضاًً إلي نشر صحيح الدين الذي لا يؤمن بالتهييف ولا يعرف أيضاً ثقافة الكاهن والعراف وقراءة الفنجان.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79674257
تصميم وتطوير