كتب: تامر جلهوم
يقولون من شب على الشيئ شاب عليه والطبيعة جبل والطبع غلاب.
فالطبع صعب التغيير وإذا غاب أخوك أسأل عن صحته ما تسأل عن طبعه.
حكي أن أعرابياً وجد ذئباً صغيراً قد أضاع أمه فأخذه ورباه على لبن نعجة له , حتى كبر, وذات يوم خرج الأعرابي لبعض شأنه فلما رجع وجد الذئب قد أكل النعجة التي تربى على لبنها فأنشد الأعرابي قائلاً :
أكلت شويهتي وفجعت قلبي وأنت لشاتنا ولد ربيب
غزيت بدرها ورضعت منهــــا فمن أنبأك أن أباك ذيب
إذا كان الطباع طباع ســــــوء فلا أدب يفيد ولا أديب
فالطبع أو العادة فى علم النفس هى مجموعة من المظاهر والشعور والسلوك المكتسبة والموروثة التى تميز فرداً من اَخر ومن هنا أستطيع أن أقول تجري في عروقي واحدة من أندر فصائل الدم (O Negative) لا بل إنها الأندر على الإطلاق عطاءاً وأنفة حيث إن من شأنها أن تعطي أى فصيلة دم من فصائل الدم السبع الاَخرى غير أنها تأبى أن تأخذ إلا من فصيلتها هي فحسب وهي حقيقة تحتمل أن تكون نعمة كما تحتمل أن تكون نقمة أو ما بين هذه وتلك أقول قولي هذا متسائلًا وباحثًا في مسألة العلاقة بين كينونتنا الفسيولوجية و التشريحية والجينية وتلك الطبيعيةالأخلاقيةوالسلوكية
فهل هناك علاقة قائمة فعلًا كهذه العلاقة؟هل دم الإنسان هو نفسه وطبعه وأخلاقه كما في الأعتقاد اليهودى علمًا أن من معاني النفس في العريية الدم
أيضًا؟ أم أن كينونتنا الطبيعيةوالأخلاقية والسلوكية هي نتاج فعل تربوى تعليمى محض يتعرض له المرء منا في فلك سنى عمره الإحدى والعشرين الأولى؟إذ ليس عبثًا قال رسول الله: “لاعبه سبعًا وأدبه سبعًا وصاحبه سبعًا” ليأتى العلم الحديث في قمة من قممه اليوم ويجزم بأن الإنسان منا بعد بلوغه الدورة الثالثة من عمره بإعتبار كل سبع سنوات دورة لا يعود قابلًا لتقبل أى إرشاد تربوى أو تعليمى قد يغير في حقيقة طبعه وسلوكه وأخلاقه. ونظل بذلك متفائلين أكثر ممن يعتبرون السنوات الست الأولى من عمر الإنسان سنوات مصيرية في تكوين شخصيته وأكثر طبعًا من المثل الشعبى القائل: “اللي طبعه اللبن ما بغيره غير الكفن”.
ثم هل يمكن أن يكون مجرد ندرة فصيلة دم أو رواجها سببًا لتميز أصحابها أو عاديتهم؟ أم أن مقدمة حديثي هذا جاءت لتؤدي وظيفتها التشويقية فحسب.
وسؤالى الاَن هل الطبع يغلب التطبع ” ؟؟؟.. هل هى مقولة صحيحة ؟؟!!
فمن القناعات الخاطئة مقولة : الطبع يغلب التطبع أراها منتشرة جداً كذلك في الإعلام وبين الناس قناعة في غاية الخطورة تنسف فكرة التغيير دوماً للأحسن وتجعل الإنسان يعاني دائماً كلما حاول التغيير وهو لا يدري سبب المعاناة الصحيح أن التطبع ينسف الطبع الحبو عند الطفل ينسف السكون وعدم الحركة ثم بعد فترة المشي ينسف الحبو ثم الجري واللياقة نسفت مجرد المشي كذلك الكلام نسف البكاء والسكوت وغيرها .
فأعلم أنك عندما تستمر سبعة أيام تقريباً على تغييرما فإنك تنسف الطبع القديم واذا ما أستمريت بعد نسفه من سبعة إلى أربعة عشر يوماً تحول التطبع الجديد إلى طبع فأنا أقترح عليك عزيزى القارىء تغييرها إلى :
الطبع ينسف بالتطبع فالطبع والوراثة قد يسببا قساوة القلب وقد تكون من أسباب القسوة طباع موروثة وهنا قد يسأل البعض منا ؟؟؟؟:
ما ذنب إنسان ورث طبعًا قاسيًا بينما غيره قد ولد وديعًا وليس في حاجة إلى بذل مجهود لمقاومة قسوة فيه؟!
وهنا نقول إن الطبع يمكن تغييره مهما كان مورثاً والذي يبذل جهدًا لتغيير طبعه تكون مكافأته عند الله أكثروفى النهاية أقول لك قم الآن وتحكم في نفسك ومستقبلك كيفما شئت بإختيار الطباع التي تحلم أن تكون فيك قم أستمتع بتغيير ذاتك وتذكر دوماً حديث النبي الكريم :”إنما العلم بالتعلم وإنما الحلم بالتحلم”.
فغريـــــــب طبع الأنسان متزعزع مهـــــدوم الوجدان.
سريع اليــــــــــأس سريع الحزن ســـــــــــــريع النسيـــــــان.
يخشى الناس حتى نفسه يخشى فشله حتى نجاحه قليل الأيمان.
سار يوماً يطلب نصحاً يطلب إرشاداً يطلب أملاً يطلب إحســــان.
فكلما سأل أخيه الأنسان؟؟ أو رأى حاله ما زاده إلا حسره وأشجـان.
فمضى في حيره يسأل كل شئ حوله يسأل….. حتى الزمـــــان.
إلى أن مر بجذع الشجره نظر إليها وقال…. حتى أنتى قسى عليك الزمان.
مالي أراكــــي رغم ذبولك… رغم سقوط غصونك شامخه كالبنيان.
قالت..فأسمع مني ياأنســــــــان ..لعلك تعي حقيقه تلك الأيام.
نحن بني الأشجار يأتي علينا ربيع وخريف وعواصف قد نفقد الأوراق..أو تذبل الأغصان .
أن كان اليوم عاصف فغداً سيكون هادئ ..أن كان الريح قاسى
فغداً نلقى النسائم فبداخلنا تكون الحياة يكون الأيمان.
فنصيحتى لك الآن أن تذهب عني ياأنسان وتعالى بعد مرور الأيام وستجدني كأن شئ لم يكن كان فهذه هي حكمة الرحمن والآن قل لي: ماذا عنك أنت يا أنسان؟؟؟؟؟؟؟؟