الإثنين الموافق 03 - مارس - 2025م

الصحف الإيرانية تحلل صورة الوضع الراهن فى البلاد

الصحف الإيرانية تحلل صورة الوضع الراهن فى البلاد

 البيان

 

استياء الشعب العميق في ظل عجز النظام والتناقضات الداخلية

ترسم صحف الصباح الإيرانية اليوم صورة قاتمة عن الوضع الراهن في البلاد، حيث بلغ استياء الشعب من الفقر والظلم والأزمات الاقتصادية والاجتماعية ذروته. تظهر التقارير أن النظام ليس فقط عاجزًا عن حل المشكلات، بل يترك الشعب في دوامة من المعاناة بسبب سياساته الخاطئة والمخادعة. من تفاقم فقر سكان خراسان بنسبة ٣٠٪، إلى توقف مشاريع نهضة المسكن الوطنية، واختلال توازن الطاقة الذي شل النمو الاقتصادي، كل ذلك يشير إلى نظام يركز، بدلاً من خدمة الشعب، على صراعاته الداخلية وحفظ سلطته. لم تعد الوعود الفارغة والإجراءات الشكلية قادرة على إخفاء حقائق الحياة المريرة للناس، من التضخم والبطالة إلى عدم أمان الاستثمار. يقدم هذا التقرير، من خلال استعراض مواضيع الصحف، أبعاد هذه الأزمات وعجز النظام.

اجتماعي:

جمهوري: سكان خراسآن فقروا بنسبة ٣٠٪، لماذا؟ 

أفادت صحيفة “جمهوري” في تقرير صادم بأن سكان مقاطعة خراسآن أصبحوا أفقر بنسبة ٣٠٪ مقارنة بالسنوات الماضية. يشير المقال إلى أسباب مثل البطالة الواسعة، وانخفاض دخول الزراعة بسبب الجفاف، والسياسات الفاشلة للحكومة في توزيع الدعم والإعانات الاقتصادية. هذا الوضع ليس فقط دمر معيشة الناس، بل زاد من الاستياء الاجتماعي في المنطقة. يظهر التقرير أن النظام، بدلاً من التركيز على تطوير المناطق المحرومة، صرف الموارد على مشاريع سياسية وقمعية، مما أدى إلى تفاقم الفقر وفقدان ثقة الشعب في النظام الحاكم.

اقتصادي:

جمهوري: كيف أخذ اختلال توازن الطاقة نفس النمو الاقتصادي؟ 

تناولت “جمهوري” في هذا المقال أزمة اختلال توازن الطاقة، موضحة أن الدعم الثقيل للطاقة زاد من الاستهلاك الزائد وقلل من الإنتاج. هذا الاختلال توازن أثر بشكل كبير على النمو الاقتصادي، حيث بلغ النمو في التسعة أشهر الأولى من عام ١٤٠٣ ٣.١٪ مع النفط و٢.٢٪ بدون النفط. يظهر التقرير أن سياسات النظام الخاطئة لم تؤدِ فقط إلى هدر الموارد، بل أنهت فرص النمو الاقتصادي، محتفظة بالشعب في الفقر.

شرق: السكن والتضخم القادم 

تناولت “شرق” في تحليلها العلاقة بين سوق السكن والتضخم، محذرة من أن استمرار السياسات الحالية سيؤدي إلى زيادة التضخم في السنوات القادمة. غلاء السكن والإيجارات، التي تستهلك أكثر من ٥٠٪ من دخل الأسر، إلى جانب التضخم المرتفع، جعلت الحياة للناس غير قابلة للتحمل. ينتقد المقال النظام الذي لا يملك أي خطة للسيطرة على هذه الأزمة، بل يعتمد على وعود خاوية.

شرق: لماذا توقفت مشاريع نهضة المسكن الوطنية؟ 

يناقش هذا التقرير من “شرق” توقف مشاريع نهضة المسكن الوطنية، مشيرًا إلى أسباب مثل نقص التمويل، سوء الإدارة، وعدم إعطاء الأولوية لاحتياجات الناس. هذه المشاريع، التي أُطلقت لتوفير السكن للناس، توقفت بسبب الفساد وعدم التخطيط. هذا العجز يبرز مرة أخرى إهمال النظام للاحتياجات الأساسية للشعب، مثل توفير المأوى.

جهان صنعت: أسباب اختلال توازن الطاقة في إيران والمقارنة مع تركيا 

تناولت “جهان صنعت” في هذا المقال اختلال توازن الطاقة في إيران، مقارنةً به بتركيا، مشيرة إلى أن الدعم غير المنطقي والاستهلاك الزائد في إيران، على عكس تركيا التي ركزت على كفاءة الطاقة، هما السبب وراء هذه الأزمة. هذه السياسات لم تؤدِ فقط إلى تعطيل النمو الاقتصادي، بل دمرت البيئة وفرضت تكاليف باهظة على الشعب.

دنياي اقتصاد: التبرير في استجواب وزير الاقتصاد 

تناولت “دنياي اقتصاد” استجواب وزير الاقتصاد، معتبرة إياه تبريرًا من الفصائل الداخلية للنظام. يقول المقال إن الاستجوابات تهدف أكثر إلى تسوية الحسابات السياسية والظهور القوي بين الفصائل، وليس الدفاع عن معيشة الشعب. هذا الصراع الداخلي لم يحل المشاكل الاقتصادية، بل زاد من عدم الاستقرار.

دنياي اقتصاد: ملاحظات حول استجواب وزير الاقتصاد 

يناقش هذا التقرير أيضًا استجواب وزير الاقتصاد، مشيرًا إلى طابعه السياسي. يؤكد التقرير أن الاستجواب ليس لتحسين الاقتصاد، بل لإقصاء المنافس وتعزيز مكانة الفصائل في هيكل السلطة. هذا يبرز فشل النظام في إدارة الاقتصاد بشكل أوضح.

جهان صنعت: استجواب الوزير؛ من المسؤول؟ 

استعرضت “جهان صنعت” استجواب وزير الاقتصاد، متسائلة عن المسؤول الحقيقي عن هذا العجز. يظهر التقرير أن سوء الإدارة الكلي، وليس شخص واحد فقط، مسؤول عن هذا الوضع. هذا النقد يشير إلى عمق الفساد وعدم الكفاءة في الحكم.

كيهان: استجواب وزير الاقتصاد فرصة للبرلمان للدفاع عن معيشة الشعب 

دعمت “كيهان” الاستجواب بلغة داعمة، معتبرة إياه فرصة للبرلمان للدفاع عن معيشة الناس. لكن هذا الادعاء، بالنظر إلى تاريخ هذا الجناح، يبدو أكثر كدعاية سياسية من جهد حقيقي لتحسين الأوضاع. يعكس هذا التناقضات الداخلية للنظام التي لا تهتم حتى في ادعاءاتها بمصلحة الشعب.

جهان صنعت: الخبز أم الكهرباء؛ يجب الاختيار

تناولت “جهان صنعت” في هذا التقرير معضلة اختلال توازن الطاقة، متسائلة عما إذا كان يجب إعطاء الأولوية للخبز أو الكهرباء. هذا التناقض ناتج عن سياسات النظام الخاطئة التي وضعت الناس في موقف يضطرهم لاختيار بين الاحتياجات الأساسية مثل الطعام والطاقة. هذا الوضع زاد من الفقر والاستياء.

جهان صنعت: السياسة النقدية؛ النقطة الأولى 

أشارت “جهان صنعت” في هذا المقال إلى عدم استقرار السياسات النقدية، معتبرة إياها أحد أسباب المشاكل الاقتصادية الرئيسية. تقلبات العملة، انخفاض قيمة الريال، وعدم القدرة على إدارة السوق أثقلت حياة الناس بتحديات إضافية، مما يظهر عجز النظام في هذا المجال.

دنياي اقتصاد: رصد الإنتاج في ١٤٠٤ 

تناولت “دنياي اقتصاد” في تحليلها وضع الإنتاج في عام ١٤٠٤، محذرة من أن استمرار السياسات الحالية سيبقي الإنتاج في حالة ركود. يظهر التقرير أن العقوبات، اختلال توازن الطاقة، وسوء الإدارة قضت على فرص النمو، محتفظة بالشعب في الفقر.

آرمان ملي: أرباب العمل في ضائقة التضخم والأجور 

تناولت “آرمان ملي” مشاكل أرباب العمل الذين يعانون بين التضخم المرتفع وضغط زيادة الأجور. هذا الوضع فلج الإنتاج، وأدى إلى البطالة وتقليص دخل الناس. يظهر التقرير عجز النظام في التخطيط الاقتصادي ودعم القطاع الخاص.

آرمان امروز: أمان الاستثمار في إيران؛ الأولوية الاقتصادية الأولى 

شددت “آرمان امروز” على أمان الاستثمار كأولوية اقتصادية رئيسية، لكنها أشارت إلى عجز النظام في خلق هذا الأمان. العقوبات، الفساد، وعدم الاستقرار جعلت الاستثمار مستحيلاً، دفع الاقتصاد نحو الانهيار.

هم ميهن: ردود الفعل على اتهامات الرشوة 

تناولت “هم ميهن” في هذا المقال اتهامات الرشوة ضد المسؤولين، مستعرضة الردود المختلفة حول هذا الموضوع. يظهر التقرير أن الفساد الواسع قضى على ثقة الشعب، وأدى إلى صراعات سياسية واتهامات داخل الفصائل.

الخلاصة:

يكشف استعراض مواضيع الصحف اليوم صورة واضحة لعجز النظام وعميق الأزمات التي تثقل كاهل الشعب. تفاقم فقر سكان خراسآن بنسبة ٣٠٪، توقف مشاريع نهضة المسكن الوطنية، عدم توازن الطاقة الذي أوقف النمو الاقتصادي، وعدم استقرار السياسات النقدية، كلها تشير إلى نظام لا يحل المشكلات، بل يجر حياة الناس إلى الدمار بسبب الفساد، سوء الإدارة، وإعطاء الأولوية للصراعات الداخلية. تظهر البيانات أن هذا العجز ناتج عن هيكل يفضل بقاء نفسه على رفاهية المجتمع. بينما يُسحق الشعب تحت وطأة الفقر، التضخم، والبطالة، يركز النظام على الاستجوابات، اتهامات الرشوة، والإجراءات الشكلية للحفاظ على السلطة فقط. هذا الوضع ليس فقط طريقًا مسدودًا للنظام، بل خلق قدرة متزايدة للاحتجاج والمطالبة بالتغيير بين الشعب؛ تغيير قد يهز أسس هذا الهيكل المتداعي.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80175249
تصميم وتطوير