قبل سنوات عدة أعلن وزير التعليم الياباني ( وينج هوم ) استقالته بعدما شاهد صوراً منتشرة لعدد من الطلبة قاموا بتمزيق الكتب المدرسية فاعتبر ذلك دليلا علي فشل سياسته التعليمية وعدم قدرته علي جعل المدرسة بيئة محببة للطلبة . هناك من سيعتقد أن الوزير بهذه الاستقالة قد تهرب من المسئولية وهناك من سيري علي النقيض من ذلك أنها شجاعة منه باعتباره الرجل الأول المسؤول عن التعليم في اليابان وقد يقول قائل وما شأننا في غيرنا .
الموضوع ليس له صلة بالتعليم ولا في أي شأن محدد بقدر ما هو مرتبط بالمسؤولية والفشل والنجاح ، قد يبقي أحدهم في منصبه لسنوات طويلة فلا ينتابك ذلك الشعور أنه غارق في الجهل والتخلف لانه حريص علي مواكبة التطور ويحرص علي الارتقاء بالمؤسسة أو الجهات الحكومية وهناك من تبوأ منصباً جديداً فأعاد تلك المؤسسة إلي نقطة الصفر ليثبت انه فاشل ومتسلق مع سبق الإصرار والترصد .
فمادام يستمر الفاشلون والانتهازيون والمنافقون من الصعب الحديث عن الأمل والتغيير ، وحتي لا نكون مثاليين ، فإن السياسة عمومًا بطبيعتها تتحمل المناورة والكذب أحياناً والازدواجية ، ولكن الموضوع عندنا زائد وكثير وتخطي كل المسموح به عالمياً ومحلياً وكأنك يا أبوزيد ( لا رحت ولا ثرت ولا جيت ) ولا نقصد عودة فلول من هنا أو هناك ، فطبيعي أننا لا نمسك للناس مقصلة أو نحاكم النوايا ، ولكن الحقيقة أن هناك فاشلين علي الكراسي بأجماع الآراء ، وانتهازيين ومتسلقين باتفاق الأدلة ، يتسللون ويقدمون أنفسهم في ثياب الناصحين وهم من أتو في مناصب بالصدفة البحتة يلعبون علي كل الأحبال .
فما تحت أيدي يؤكد أن هناك مسؤلون في هيئات ومؤسسات لا يجيدون سوي المراوغة وتتطغي علي أساليبهم النرجسية والشو الإعلامي لتعويض نقص شديد بداخلهم ومنهم من حول هذه المؤسسة إلي عزبة خاصة يفعل فيها كما يشاء ويتوهم ويتخيل بنفاق من حوله انه أصبح يمتلك صكوك تلك الهيئة أو المؤسسة ضاربًا بالقانون وروح القانون عرض الحائط ، والغريب ان منهم من يتهامس ويكثر الكلام حول حقيقة هذا المسئول المريض نفسي والذي جاء بطريق الخطأ ليجلس علي هذا الكرسي الذي يعتقد انه مخلد عليه . بالفعل هناك منافقون ( عابرون لكل الأنظمة ) يمتلكون قدرات علي البقاء لأطول فترة ممكنه ، والعيب ليس عيبهم ، لكنه عيب النظام السياسي والاجتماعي الذي مازال يسمح لهؤلاء الفشلة بالفوز والوصول الي مواقع التنفيذ واتخاذ القرار ، عندها سوف يتأكد الناس أن الحديث عن التغيير هو مجرد كلام للاستهلاك السياسي لا يكفي أن نتحدث عن مواجهه الفاشلين والديكتاتوريين ، بل الأهم هو اختراع كل القوانين التي تمنع الفاشل من الحصول علي هدايا التغيير ، وعلي الدولة عمل لجان تقييم ومراجعة لكافة المسئولين من هذه النوعية وان تفعل تقارير الرقابة الإدارية والجهات المعنية لإعادة الأمور لنصابها الطبيعي ، ونحن من خلال تلك السطور وما تحت أيدينا يجعلنا نؤكد اننا مستعدون لتقديم كافة الخدمات والمعلومات عن عدد من هؤلاء المسئولين والتي سنواجههم قريبا بعد أن حولوا الهيئات التي يتولون قيادتها الي ( عزبة خاصة ) .. وللحديث بقيه .