Site icon جريدة البيان

الدكتور رضا عبد السلام يكتب: هل يؤدي “كورونا” إلى منع “الحج” لهذا العام؟!

دكتور رضا عبدالسلام

درضا عبدالسلام يكتب قرار تعويم الجنيه قرار متسرع

عاهدتكم أن تكون كتاباتي منبرا للتنوير والإضافة الحقيقية، وأن تكون دقائقكم معي فيها الخير والاستزادة، فنسأل الله الرشد والقبول والسداد.
لحظه معايا ، العالم بأثره يعيش حالة من الرعب، بسبب انتشار فيروس كوورنا، فعشرات الدول الآن في الشرق والغرب أعلنت عن تسجيل حالات إصابة بالوباء!!! فالمؤشر صاعد!!

ومن جانبها أعلنت المملكة السعودية، التي تعيش أسوأ أيامها، سواء بسبب الحرب التي انجروا فيها باليمن، او بسبب تدني أسعار النفط، عن وقف العمرة!! ووقف العمرة يعني وقف الحال!

فالعمرة والحج يشكلان مصدرا مهما ومتصاعدا من مصادر دخل مئات الآلاف من السعوديين (وغير السعوديين) من فنادق ورحلات وطيران وغذاء…الموضوع بيزنس كبير جدا جدا جدا، وبالتالي وقف رحلات العمرة ومن بعدها الحج فسيعني كارثة بالنسبة للمملكة وغيرها!

فلا قدر الله، لو استمر انتشار الوباء، وتزايد اكتشاف الحالات، قطعا ستضطر المملكة لوقف موسم الحج والعمرة…وستضطر الدول (كمصر) إلى منع مواطنوها لعمرة أو حج! فالوباء أو أي مصاب به لو وُجِدَ وسط جمع لأصابه بالكامل!!

ونحن نعرف كيف يكون التجمع والزحام بالملايين خلال مناسك الحج والعمرة، ورمضان على الأبواب!!، وكلنا نعرف كيف يكون الزحام بالمشاعر المقدسة خلال رمضان! ولا أقول خلال الحج!

ولهذا، ندعو الله أن يتم احتواء الوباء ليحقق المشتاقون والتواقون لزيارة بيت الله ورسوله الكريم حلمهم، وأيضا كي لا يضار مئات الآلاف من العاملين على خدمة حجاج وزوار الحرميين ومنهم مئات الالاف من المصريين. فإذا عطست المملكة، حتما ستصاب مصر بالبرد!!…فنسأل الله الستر والسلامة.

وللتذكرة، وكما علمت من قراءاتي، تم تعطيل الحج لبيت الله الحرام حوالي ٤٠ مرة منذ بدء الحج في العام التاسع من الهجرة!!!…تخيل توقف ٤٠ مرة!!

أول وأخطر مرة تعطل فيها الحج (كما عرض الإمام الذهبي) كان في عهد القرامطة، الذين كانوا يعتبرون الحج من قبيل عبادة الأصنام!!، فقتلوا في صحن الكعبة نحو ٣٠ ألف حاج ودفنوا بحالتهم في المكان!!!…بل ذبحوا ٣ آلاف حاج ووضعوهم في بئر زمزم!!!

توالت حالات تعطيل الحج بعد ذلك، غالبا لأسباب متعلقة بالوباء (ذي كورونا الآن) في نهاية القرن الرابع الهجري، ولأسباب اقتصادية تعرضت لها بلاد كمصر والشام والعراق، ولأسباب أمنية وسياسية عندما انهارت الخلافة وتنازع حكام الأمصار الإسلامية…الخ.

بالقطع الموضوع ليس هينا أو بسيطا، فأي تجمع الآن يُسَهِل فرص انتشار واستشراء الوباء، ولهذا ندعو الله بأن يتم احتواء هذا الوباء سريعا، فالاضرار الكارثية لن تطال السعودية فقط، ولكنها ستضرب كل من تربطهم علاقات اقتصادية بالمملكة، ومصر بملايين العاملين المصريين بالمملكة في مقدمة المتأثرين حال استمرار الوضع لا قدر الله.

فندعو الله، بحق هذا الشهر الكريم، واليوم العظيم (الجمعة) والنبي الكريم أن يخرجنا مما نحن فيه، بفضله ومنه وكرمه ولا أقول بأعمالنا

Exit mobile version