Site icon جريدة البيان

الجهل بالعدو أهم أسباب الهزيمة !! 

الجهل بالعدو أهم أسباب الهزيمة !! 

كتبت/ريهام الزيني

مبدأيا.. بعتذر على هذا العنوان الصادم،كنت أتمني أن أتحدث 

عن العلم وأهله وليس الجهل وأتباع الهوي،ولكن ماذا عليه أن 

أفعل وكل ما يحدث حولي كل لحظة يحتم عليه فتح هذا الملف 

المعقد بمشاهده المثيرة،بل وبالأيادي الخفية التي تعمل ليل نهار 

مستثمرة هذا"الجهل"بدلا من"العلم"من أجل تحقيق أهدافهم 

ومخططاتهم الشيطانية.

 أعترف أنني أسيرة نفقا مظلما،وأنني أسلك مسلكا صعبا 

للغاية،ولكن الأمل مازال موجود في خروج أجيال جديدة تحقق 

النصر الحقيقي لهذة الأمة بل والإنسانية.

هناك بعض أرباب الفكر والسياسة شغلهم أسباب ضعف الأمة 

وتأخرها،الأمر الذي أدي الي تفرقهم وإختلافهم،وبعد أن عرفوا 

أسباب الداء وهي واضحة - إهتموا أيضا بأن يعرفوا العلاج .

 فالمريض متى عرف داءه ودواءه فهو جدير بأن يبادر إلى أخذ 

الدواء ثم يضعه على الداء،وهذا هو العاقل الذي يهمه أن يعرف 

الداء و الدواء،ولكن بعض الناس قد يغلب عليه الداء،ويستلذ بيه 

حتى يفقد إحساسه تماما.

وللأسف..هذا هو واقعنا المؤلم،والذي يدل على أن أعظم أسباب 

الهزيمة هو الجهل بالحقائق التي يجب التمسك والأخذ بيها،الأمر 

الذي يؤدي الي الجهل بالعدو الحقيقي لنا.  

فلكل أمةجهاله ومتخلفوها،والتي كثيرا ما تصدر منهم الحماقة، 

وسوء تصرف،فهو مصيبة المصائب،وآفة الآفات،فإذا حل في 

أمة،فلا يكون مصيرها إلا الهلاك،وعرضة دائما وأبدا لبغي 

الأعداء..

نعم ... ‏يأتيك من "الجاهل"مثل ما يأتيك من "العدو"،لأن ضرر 

الجاهل أشد على الوطن من غيره،حيث قيل:"عداوة العاقل أقل 

ضررا من مودة الجاهل"، لماذا؟لأن الأحمق ربما ضر وهو يقدر أن 

ينفع،والعاقل مضرته لها حد يقف عليه العقل.

فلا توجد صفة أقبح من"الجهل"ياسااادة

لأنها بإمكانها أن تجر وراءها العديد من الصفات القبيحة: 

ضع "الجهل" بجانب أي صفة حميدة..ستتحول إلى صفة ذميمة.

ضعه بجانب أي شيء جميل..سيتحول إلى شيء قبيح!

راقب تصرفات"الجاهل".. ستجده:

- أول من يمتدح المشعوذ أكثر من الطبيب.

- أول من يصفق للطاغية.

- أول من يروج الإشاعة.

والأسوأ من هذا،الجاهل الصريح المباشر هو"الجاهل المقنع" 

الذي ظن أنه يعرف وهو لا يعرف..يقرأ سطرا هنا،وسطرا 

هناك،ويرى مشهدا لا يتجاوز الدقيقة،ثم يأتي بعدها ليناقشك:عن 

الأزمة الاقتصادية في مصر،وأسباب التواجد الروسي في 

سوريا،وآخر اليوم..يقول هذا حلال وحرام!.

نعم.. هناك مرحلة من التاريخ العربي وصفت بعصر الإنحطاط، 

ولكن الذي تشهده المنطقة العربية اليوم إنحطاط غير مسبوق 

في تاريخ الإنسانية،خاصة وأنه يحدث في عصر فيه مزيدا من 

التقدم والإرتقاء.

ولعلنا لا نخطئ عندما نقول بأنه لابد أن نفهم أن عوامل الضعف 

والقوة لها تأثير قوي على النتائج المخطط لها في أي معركة أو 

مشكلة.

فما بين الهزيمة والنصر فارق كبير

 لا يمكن معرفة حجمه وتأثيراته بشكل دقيق:-

فالهزيمة..تعني الإخفاق بكل ما تحمل الكلمة من معنى،وما تؤدي 

بالطرف المهزوم من ويلات وخسائر مادية ونفسية وروحية.

أما النصر..فهو يعني ببساطة،النجاح بكل ما تعني الكلمة من 

معنى،وكل ما يتبعها من مؤشرات إيجابية ماديا ومعنويا .

وقمة الكوارث التي يمكن أن يتعرض لها أي شعب هو أن يجهل 

عدوه،ويصبح بالنسبة له شبح غير قابل للتعامل معه،حينها 

يتحول الصدام مع العدو الخفي إلي ساحة شطرنج يكون جزء 

العدو فيها مظلم،ووقتها يصعب علينا معرفة الضربة القادمة من 

أين تأتي.

فهناك الكثير من الشعوب يتمنون أحلام بعيدة كل البعد عن 

الواقع،فيصعب تحقيق هذة الأماني دون جهد وتخطيط 

مسبق،فالنجاح التام ياسادة،لا تعتمد على التمني بل على الواقع 

والقدرة الحقيقية الموجودة على الارض، فلا يمكن للأمنيات أن 

تكون كافية لتحقيق النصر والنجاح، بل هي ممكن أن  تكون 

سبب أساسي من أسباب الهزيمة،وهو أمر يكاد يكون بديهي.

دعوني أضرب لكم مثال:-

ان اليهودى الماسوني ليس هو شالوم الأخنف والأصلع ،كما 

صورته السينما والتلفزيون،لكنه شخص مدرك جيدا أدوات 

المعركة ليدفع خصمه للإستسلام ويلحق بيه الهزيمة.

فلا أبالغ عندما أقول،إننا مازلنا نجهل عدونا رغم ما لدينا من كتبا 

مميزة عن حقيقية العدو وأطماعه تخرج من المطابع كل 

يوم،وتباع في الأسواق،فيقابلها الكساد،ولكن للأسف تعود إلى 

المخازن مرة أخري. 

 ولذلك أطالب بطبع هذه الكتب طبعات شعبية،وإعادة إخراجها 

من المخازن،ونخفف من أثمانها لتكون في متناول الفئات 

البسيطة المستهدفة..

أود الإيضاح بالقول..

إن الحرية والعلم مجرد كلمتين خفيفتين على اللسان ثقيلتين 

على قلوب الطغاة،ولذلك فكثير من شعوبنا العربية نشأت وتربت 

على القهر والأمية والجهل والتجهيل الممنهج.

ولكن علينا أن نميز بين الشعب المتعلم والشعب الجاهل:-

 فالشعب المتعلم ..

يعرف حقوقه وحدوده وواجباته ويحترم القوانين ويحفظ 

الممتلكات العامة والخاصة.

 أما الشعب الجاهل ..

عندما يثور يكون كالفيل الهندي الهائج، والهارب من مروضه 

القاسي في السيرك العمومي فيدمر كل شيء.

أعجبني وصفا عن الجهل أثناء إطلاعي علي إحدي الصحف..

سئل عن الجهل...

من أنت وما أصلك ونسبك وحسبك.....الخ؟

فقال : انا شر..والدتي جناية..والدي ظلم..اختي تعسف..اخي 

نفاق..عمي حسد..خالي ذلة..ابني فق..ابنتي كسل وعدم 

السعي..وطني خراب..شعبي أسر..طعامي فضلات..عشيرتي 

طائفة..صنعتي خدمة العدو..راسمالي علة..تنقلاتي قتل..منزلي 

ظلام..نومي غفلة..صوتي موت..نهاري سواد..ليلي 

سجن..نقودي كيس الظالم..ممتلكاتي تعود لهم..ان اعطاني فهو 

كريم واذا لم يعطيني فهو عادل ونحن عبدا له..

 هذا ما وصف به الجهل ياسااده..

فالأن دعونا نعترف .. أن الجهل بالعدو هو الأفة الأولي التي 

تدمر الأوطان وتسيطر عليها.

اذن.. على كل من يحلم ببناء الأوطان،أن يعمل على رفع هذا 

التخلف والجهل عن أبناء الأمة بكل ما إستطاع،والتاريخ سيكون 

الشاهد.

فلا تستخف بعدوك فهو خصم ماكر يبحث كالملاكم الشرس عن 

نقطة ضعفك فإذا ما لمسها،يستجمع كل قوته ليوجه الضربة تلو 

الأخري،الى أن يدفع خصمه للإستسلام .

كل جندي يمتلك إستراتيجيتين في الحرب،فإما أن يدافع عن 

نفسه أو يهاجم،وأما أنت بصفتك الإنسان المنضبط فقد إمتزت 

أنك تملك إمكانية الدفاع والهجوم معا .

وما من جندي يذهب إلى الحرب دون أن يرتدي ثياب الحرب،وإلا 

إستخف به عدوه وقضى عليه من الضربة الأولى!

إستعمل سلطانك،هاجم عدوك بثقة ويقين بالله بأنه سيكون لك 

النصرة وله الكسرة والحسرة،فلا تولول بضعف عندما تراه آتيا 

اليك..

و أخيرا وليس أخرا،إنني لا أملك إلا أن أهمس في أذن هؤلاء 

الذين يستثمرون خطأ في“جهل الشعوب بالعدو الحقيقي”، أقول 

لهم:

 على الباغي تدور الدوائر،كفاكم إستهتارا وإستخفافا بمصير 

الشعوب،كفاكم تحقيرا لطاقاتهم،كفاكم إستغلالا لعقولهم، كفاكم 

تشجيعا للتفاهة والتافهين،كفاكم دفاعا عن الجهل 

والجهالية،وكفاكم تطبيعا مع الجاهلية،إننا أمة أعزنا الله بالعلم 

والعلوم،فإذا أردنا العزة في غير ما أنزله الله أذلنا الله.

خلاصة القول إن “الجهل بالعدو” هو المستنقع الذي تتجمع فيه 

كل أسباب الذلة والتبعية والإستعمار،فلا حياة ولا كرامة ولا عزة 

لأمة إلا بالإقبال الصادق على العلم بالله أولا وعلى العلوم 

الكونية ثانيا.

ومن هنا يمكن أن نستخلص بالنتيجة،أن هناك الكثير من الأسباب 

والعوامل تسهم في تحقيق النصر،ولكن الهزيمة ربما يحدث 

نتيجة لسبب واحد.

 و لكي نكون مقاتلين أقوياء، علينا بالعلم، وسعة الأفق 

والذكاء،والتدريب،والإستعداد المعنوي والنفسي والمادي لكل 

أدوات الحرب،من أجل معرفة العدو الحقيقي لنا،خلاف ذلك من 

الصعب،بل من المستحيل تحقيق النصر.

 فلو وحدنا الجهود،ووفرنا القدر الكافي من أهل العلم،ونظمنا 

شؤوننا،وسلمنا الأمر إلى قائد حكيم،ثم لم يكن لنا علم 

بالحياة،ولم تتوفر لنا الأسلحة الكافية،فهل ننجح؟،الجواب: 

كلا،إلا إذا أخذنا بسائر أسباب الحياة،وسائر مقومات الرقي 

والتقدم.

 

الي كل مواطن مخلص يعمل بمفرده..

اتحدوا من أجل بلادكم،كونوا فريق عمل واحد،حتي تستطيعوا 

التنفيذ،لتحققوا الإستقرار،وتنصروا كل خطط البناء 

والإصلاح،فمازال هناك أمل فعندما تتشابك الايدي تصنع 

العقول،فوحدة الأمة يعني قوة لا مثيل لها ..

أليس من العقلانية أن نتفق و نشبك أفكارنا مع بعضنا لنواجه 

أعدائنا،كفانا تفرقة وإنقسام ودمار ..يا ؟أصحاب العقول..

فلا زلت أأمل أن تعود هذه الأمة صاحبة قرارها ومقررة 

مصيرها،وأن تسهم إسهاما حقيقي لتقرير مصير هذا العالم..

ولا زلت أأمل في غد مشرق،تتوحد فيه جهودها وتتفق علي 

الأقل في قضاياها المصيرية . 

مجموعة أيدي يعني مجموعة أفكار،فكيف إذا تشابكت 

الأيدي"الأفكار"لتشكل فكرة واحدة قوية يقتنع بها مجتمع كامل 

نثق بقدراته بحق في صنع المعجزات ..

 يااأمة العرب.... ضيعتوا هيبتكم،وحكمتوا عدوكم فى رقابكم 

عندما إتخذتوه حكما بينكم،إبحثوا عما يجمعكم ويوحد كلمتكم 

ولاتبحثوا عن مصادر الفرقة والشقاق.

ليتنا نتخلص من جهلنا وخرافتنا...

ليتنا نستفيق قبل فوات الاوان ..

ليتنا نعرف عدونا الحقيقي.

                     

  عندما تتشابك الأيدي تصنع العقول الواعية المخلصة

 

                         .. فهذة رسالتي.. 

    

    لشعب واعي.. لوطن عظيم.. يستحق إخلاصنا



Exit mobile version