Site icon جريدة البيان

الجنوب الليبي في خطر تنامي نفوذ تنظيم داعش الإرهابي

صراعات ووضع أمني رديء وأزمات تعاني منها العديد من بلدان القارة الإفريقية منذ سنوات، مما جعلها هدفاً للارهاب وسمح بانتشار التنظيمات المتطرفة فيها كان أهمها تنظيم داعش الإرهابي.

وأحد أهم العوامل التي أفضت إلى هذا الواقع المرير هو الصراع الليبي الذي بدأ بعد سقوط نظام حكم العقيد معمر القذافي عام 2011، فحالة الانقسام وتواصل انتشار المرتزقة والتدخل الخارجي بالسياسة الداخلية كوّنت تهديداً لاستقرار البلاد وخرقاً لأمنه.

تُوفر الأراضي الليبية مناخاً مُلائماً لإنتشار تنظيم الدولة الإسلامية داعش، نتيجة لأهميتها الإقتصادية والموقع الجغرافي المتميز، فضلاً عن الإهمال الحاصل في مناطق الجنوب الليبي، ذات الإنتشار الأكثف لداعش.

هذا الإهمال الذي تلقته مناطق الجنوب على مر سنوات، أجبر السكان على الهجرة والانتقال بشكل واسع من الجنوب إلى مناطق الساحل، خصوصاً طرابلس.

فقد أدى خروج الكوادر المهمة من العناصر الطبية والمعلمين وإنقطاع الكهرباء والمشتقات النفطية والغذاء الى هذا النزوح.

إن الأهمية الإقتصادية الكبيرة للجنوب الليبي تكمن باحتوائها على كميات هائلة من النفط، وبالتالي يستطيع التنظيم تحقيق مكاسب إقتصادية كبيرة جراء السيطرة على هذه الموارد النفطية في المستقبل.

بالاضافة الى تمكنه من التواصل مع المقاتلين الدواعش أو بعض الجماعات المسلحة الحليفة سواء داخل ليبيا أو في الدول المجاورة وممارسة أعمال التهريب المختلفة من تهريب للمخدرات والبشر.

سببت الأحداث الأخيرة التي عاشتها تشاد، جارة ليبيا الجنوبية، عاملاً إضافياً في تدفق المهاجرين السريين، وتوسع نشاط نقاط التهريب على الساحل الليبي بتسهيل مباشر من خلايا داعش.

الأزمة الخانقة التي يعشيها جنوب ليبيا طالت مدتها، ولعل المناشدات المحلية من قبل الأهالي قد نالت صداها لدى الحكومة الجديدة.

فقد أكد رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي من دولة نيجيريا، أن استقرار مناطق جنوب ليبيا، لها أهمية كبيرة في ضمان الأمن والاستقرار بالمنطقة كافة.

لكن التصريحات لا تكفي، بل يجب العمل سريعاً على حل مشاكل الجنوب الخدمية والأمنية المهمة. لأن مستقبل وأمن ليبيا مرتبط بمستقبل وأمن الجنوب، فهو هدف لداعش ولابد من تحييده عن أهداف هذا التنظيم الارهابي.

Exit mobile version