بقلم : على القماش
البلدوزرات رابضة امام متحف د . نبيل درويش الذى يضم ٦ الاف قطعة نادرة استعدادا لازالته وهدمه.
الاكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لليونيسكو تشيد بالمتحف ووزير الثقافة لا تعرف به !!.
التنسيق الحضارى تجاهل إنقاذ المتحف لانه غير مسجل !.
اوامر ازالة المتحف والمتطلبات تقتصر على الطرق والكبارى والحى والمحافظة ! .
اذا كانت الدولة أخلت مبانى الوزارات فلماذا لا يتم استغلال بعضها متاحف ومنها متحف الدكتور نبيل درويش ؟!.
نرجو الا يصل الحال الى مثلما حدث فى مسلسل فاطمة المعداوى بالوقوف امام البلدوزرات لوقف الهدم.
ما يحدث لاثار وتراث مصر لا يصلح للنشر سوى فى باب صدق أو لا تصدق ، وعجائب وغرائب ، وافلام الفانتازيا التى يختلط فيها الخيال الجامح مع السخرية .
فبعد أن جرى بنجاح ساحق القضاء على آثار مصر القديمة ، ما بين سرقات الاثار ، حتى تحويل المتاحف والقلاع و البيوت الأثرية الى صالات للأفراح والليالي الملاح .. وبعد قضاء البلدوزرات على المقابر التاريخية فى منطقة الإمام الشافعى وغيرها… عز على الحكومة أن تتوقف اللودرات بدون عمل وأمامها المهمة المقدسة فى إزالة كل جميل مثلما ازالوا الأشجار ، فهجموا على المتاحف الفنية الحديثة تحت شعار ” المساواة فى الهدم عدل ” !.
الضحية هو متحف تعده الأكاديمية الدولية للخزف بسويسرا التابعة لمنظمة اليونيسكو متحفا للتراث غير عادى ، وهو متحف الخزف الأول فى العالم أجمع من حيث رقى الفن و الاجادة والتميز والابهار ، بل والكم .. وهو متحف الفنان الدكتور نبيل درويش والذى تربض البلدوزرات أمامه استعدادا للانقضاض عليه وإزالته ، من أجل عمل نزلة كوبرى ضمن عجائب عصر الخوازيق والحضارة الاسمنيتة ،
ومع تجاهل وزارة الثقافة متمثلة فى وزيرتها ، وتقاعس الجهاز المسمى بالتنسيق الحضارى وتصدير المشكلة فى التعامل مع المحافظة والحى وهيئة الطرق والكبارى . دون الاستعانة بعلماء وخبراء التخطيط لاقتراح بدائل للطرق
وما يجرى حدث تماما عندما تقرر إزالة المقابر التاريخية فى منطقة الإمام الشافعى وغيرها
وقد كشف العلماء فى الندوة التى عقدت بنقابة الصحفيين ” وقتذاك ” تجاهل الحكومة إخطار وزارة الاثار والتنسيق الحضارى لتكون الكلمة العليا فى مخاطبة المحافظة والحى .. بل وتقديم اقتراح غير معلن اليونيسكو بتقليص مساحة المنطقة التاريخية
وها هو الامر يتكرر مع متحف الخزاف العالمى دكتور نبيل درويش
ففى نقابة الصحفيين عقدت ندوة أثارت الدماء فى العروق حتى اعلن الحضور استعدادهم للوقوف امام البلدوزرات ليكونوا فداء للمتحف من الهدم .
عشرات الأسئلة التى تتوقف فى الحلق والاقتراحات التى تدور فى الرأس ولكن من يسمع ؟!!.
المتحف يضم ٦ الاف قطعة فنية نادرة وهو عدد غير موجود فى أى متحف الخزف فى العالم ، حتى أن متحف الخزف الإسلامى بالزمالك يضم نحو مائة قطعة فقط ، وهو ما يعنى أن متحف دكتور نبيل درويش يضم ٦٠ ضعفا للعدد فضلا بتميز المنتج بالجودة والابهار .
ثم تجد العجب بمعرفة دول العالم والسياح بهذا المتحف الرائع بينما تجد وزيرة الثقافة لا تعرف به ، و لا تعترف به .. لماذا .. ؟ لانه متحف خاص غير تابع للوزارة وغيرمسجل لديها ، ليكون الجهل مبررا وحجة بدلا من أن يكون عارا ووصمة !.
العالم الكبير صاحب المتحف رحمه الله وأسرته دفعوا كل ما يملكوا من أجل بناء وإعداد المتحف ، خاصة مع سحب المياة الجوفية ، ورغم انهم لم يطالبوا بتعويض فى حالة الإزالة والتى لا تقدر بمال ، فإن تعويض الحكومة لا يزيد عن ٤٠ الف جنيه للغرفة !.
وبهذه المناسبة اسأل وأقترح..
اذا كانت الحكومة أخلت مبانى الوزارات من وسط القاهرة والتى فى أصولها قصور ذات قيمة فنية وانشائية عالية .. واذا كان الإخلاء بحجة عمل فنادق أى بغرض تشجيع السياحة
اليس من الأولى تحويل هذه القصور إلى متاحف ينقل إليها ما يجرى هدمة ، وكذلك يعرض بها المجوهرات الملكية بدلا ما هى مكدسة فى خزائن البنك المركزى ، وكذلك الاثار الفرعونية وغيرها المكدسة فى بدرومات المتاحف والمخازن والمعرضة نقوشها للتاكل والطمس ، وهذا أيضا غرض يخدم السياحة بل أهم من إقامة الفنادق وهى الوليمة المعدة للبيع ضمن ما يجرى على قدم وساق بالاهرام والخضوع لتعليمات صندوق النقد الدولى الذى أعجز الحكومة بالقروض فأملى شروطه التى تفوق ما فعله الاستعمار حتى وقت الخديوي إسماعيل الذى أفلس مصر ؟! .
ونقترح فى حالة إزالة متحف دكتور درويش نقل مقتنياته إلى مقر قصر من مبانى الوزارات ومنح ما ترتضيه اسرته من مبنى يكون ملكا لها
كيف يتم التعامل مع هذه القطع الفنية النادرة بأسلوب المتحف فيه كام فازة أو كام زهرية وكأن تاجر جملة يبغى شراء قلل ؟!.
كيف تكون الكلمة العليا لهيئة مثل الطرق والكبارى والمحافظة والحى بينما المعرض للهدم والازالة متحف ذو سمعة عالمية ؟!.
كيف لا تكون المتاحف الخاصة قوانين تحميها من العبث والجهل بقيمتها وما تحتويه من كنوز ؟! .
يذكرنا ما يجرى بزيارة قديمة للجنة الاداء النقابى للواحات البحرية لمتحف خاص للفنان محمود عيد ، وروى لنا وقتذاك – رحمه الله – مدى ما تعرض له من ظلم وتهديد بازالة المتحف ! ..
ومن العجائب ان متحف محمود خليل متحف خاص اعاده للدول فسرقت منه لوحة زهرة الخشخاش !
وفى مجال الاثار لا عجب اذا كانت الأرض الملاصقة للمتحف المصرى بميدان التحرير ملكا للمتحف والمفترض استغلالها لعرض الاثار التى لا تتأثر بالمناخ من شمس ورياح فإذا بعد استردادها يجرى منحها لشركة امارتية دون عودة للمتحف !!.
ان ما يجرى للاثار والتراث والقوى الناعمة جريمة ، وما يجرى لتهديد متحف رائد فن الخزف دكتور نبيل درويش جريمة الجرائم.
وهو ما كشف عنه العلماء والمتخصصين وتلاميذ الدكتور درويش وهم من العلماء الذين نفخر بهم ويفرح بهم العالم..
فتحت عنوان ” أوقفوا إزالة متحف وبيت الخزاف العالمي نبيل درويش ” نظمت اللجنة الثقافية بنقابة الصحفيين ومقررها الزميل محمود كامل ، ندوة هامة إدارتها الزميلة الاستاذة نور الهدى زكى .
وشارك في الندوة د. نوال أحمد إبراهيم، الاستاذ بقسم الخزف بكلية الفنون التطبيقية، والرسام الفنان التشكيلي محمد عبلة، والفنان التشكيلي والناقد سيد هويدي، والفنان الخزاف محمد القماش، والفنان الخزاف أسامة إمام ممثل إفريقيا بأكاديمية الخزف في سويسرا، ومن أسرة د. نبيل درويش، ابنته د. سارة درويش الأستاذ المساعد بالكونسرفتوار، وعدد من طلاب قسم الخزف في كلية الفنون.
وكانت أسرة الخزاف العالمي الراحل نبيل درويش قد تلقت تنبيهًا بسرعة إخلاء المتحف لتعارضه مع توسعة الطريق الدائري في نطاق مركز أبو النمرس.
والخزاف العالمي نبيل درويش يعد رائدًا لفن الخزف المصري وعلمًا من أعلامه في العالم.
وانتهت الندوة بتوصيات هامة كلها ترفض هدم المتحف ، وتناشد رئيس الجمهورية ، والجهات المسئولة ، وتستغيث بالمنظمات الدولية التى تعنى بالحفاظ على التراث وعلى رأسها اليونيسكو بوقف هدم المتحف.. هذا بجانب اتخاذ الطرق القانونية حيث يجرى الدستور الملكية الخاصة
وان لم يكن فيبدو أن النهاية قد تكون مثلما حدث فى المسلسل وفاطمة المعداوى بالوقوف امام البلدوزر لمنع الهدم !!.
وكما فى الافلام والمسلسلات حتى الآن النهاية مفتوحه ، ونأمل من العقلاء أن يوقفوا على الفور قرار الهدم !!.
التعليقات