Site icon جريدة البيان

“التسول” ظاهرة تدق ناقوس الخطر وتعصف بالسياحة في مهب الريح

 

تقرير: أحمد مسعد

 

 

“التسول” ظاهرة مُنتشرة في كُل بلدان العالم، فهي موجودة في كُل المُجتمعات الفقيرة منها والغنية، وهو عبارة عن إستجداء العاطفةعن طريق التحايل وإستخدام وسائل مُساعدة مثل الملابس المُمزقة، والفُحوصات الطبية الكاذبة، أو عن طريق إستخدام أطفال مريضة وبهم إعاقات جسدية تُساعدهم في الحصول على الأموال من جيوب المواطنين، مُتناسين أن الفقراء هُم أكثر الناس يتحلون بالعفة والكرامة.

فالمُتسولين دائمًا ما يقطنون في عاوصم المُدن، يلقون بسهام شِباكهم نحو الأشخاص الأغراب عن المُدن المُتجهين من أقصى الجنوب وأقصى الشمال، فتجد المُتسولين دائمًا في وسائل المواصلات العامة والقطارات وبمحيط المساجد والمولات والكافيتريات وفي الحدائق العامة والمُستشفيات وغيرها من الأماكن الحيوية، ويبلغ نجم المُتسولين في شهر رمضان الكريم حيثُ تكثر الخيرات وتتعدد الصدقات فهو موسم خصب بالنسبة لهم، يعتبرون دخله بدخل العام كله، فالتسّول تحول مِن أُسلوب يستخدمه الفقراء للعون على أعباء الحياه، إلى حيلُ يستخدمها الأشخاص الغير مُحبين للعمل ومحبي الثراء السريه مُعتبرين أن التسول يُحقق لهم طُموحِهم، مُتناسين الحديث الصحيح”اليدُ العليا خيرُ من اليد السفلى”.

فالتسول أصبح مِهنة من له مهنه، ولكنه أرتضى على نفسه أن يمد يده إلى الناس، يسألهم المال، وأصبحت تجارةُ بشعة وأسطورات داخل الدول، بلا رقيب، وأصبحوا يتجولون ليل نهار يحتالون وينصبون شِباكهم هنا وهناك، فالمُتسولون يعملون تحت راية زعيمُ خاص بهم وكل منطقة لها زعيم خاص بها ومنهم من يدفعون أرضية لممثلي الأحياء مُقابل إستئجار منطقة”سُشقع” كما يقُولون، ويوفر لهم الزعيم الحماية والسّكن مٌقابل إقتسامه معهم لحصيلة يومهم التي تتعدى مئات الجُنيهات للشخص الواحد، فـ”مملكة التسول” عالم غريب له طقوس وتقاليدوأصول كما يرددون، فالمُتسولين نالوا حريتهم الفترة الماضية وأصبحوا يعملون ليل نهار بلا أي رِقابة من الشرطة، فكُل مُتسول له طُرقه وأفكاره التي يستخدمها في كسب تعاطف المواطنين، فالتسول أفة تأكل الأخضر واليابس فأصبح يُهدد السياحة، وأصبح منفذًا لتجارة الرقيق من جديد وخطف الأطفال وأعمال السرقة والبلطجة ومُمارسة الأعمال المُنافية للأداب، فهُم أ”شباح ليلية تسير في شوارع المحروسة تفعل كما تشاء.

ساعدني ربنا يخليهالك”، ذلك النداء المتكرر من أشخاصُ يبدوعليهم ملامح الشقاء، تجدهم في مناطق مُعينة كميدان رمسيس،التحرير، ومدينة نصر، تلك العبارة التى كان يستخدمها البعض لكسب تعاطف المارة معهم، تحمل في صوتهم نبرة المعاناة، لتخرج لها ما تجود به نفسك، لكِن سُرعان ما تحّولت اليوم لنظرة غليظة ينظرها إليك، مُطالبًا مِنك إعطاءه المال، وإذا لم تدفع فكًن مُستعدًا أن تسمع إلى سيلًا مِن السُباب والشتائم التي تنفر منها الأذان ومن المًمكن أن يتحول الأمر إلى علقةُ ساخنة ينالها المواطن، ليتفاجيء بأنها وقع في أيدي عصابة وليس أشخاص سائلين.

Exit mobile version