جمال مهدى
المسرحية الهزلية المعروضة حاليا على الساحة الرياضية، وعنوانها “الوزير الراقص”، بطلها وزير الشباب والرياضة” “خالد عبدالعزيز”، لكنها ذات عروض متكررة أصابت الجمهور بالملل، والرواية الساذجة خاصة بقضية عودة جماهير كرة القدم الى الملاعب، والتى ظلت وستظل تشغل الرأى العام كله، لاسيما وأن الحلول ماتت على يد هذا الوزير، قى الوقت الذى تتعامل الدولة مع عشاق الساحرة المستديرة بأذن من طين وأخرى من عجين، وصدرت الوزير فى المشهد، على أنه الرجل المختص لوضع الحلول لاعادة الحياة الى الملاعب مجددا، وفك شفرة المشكلة العقيمة، وقد نجح فى خداع الجماهير بالكذب مرارا وتكرارا، وبالوعود البراقة حتى فاض الكيل.
“البيان” تفتح هذا الملف لبطل مسرحية الموسم، هذا الوزيرالراقص “خالد عبدالعزيز”، ونبدأ بالسؤال المعتاد الذى يطرح نفسه من جديد وهو، متى تعود الجماهير لتشجيع أنديتها المنافسة فى بطولة الدورى ونحن فى بداية الموسم الكروى الجديد؟،
سؤال صعب غير أنه ممل، بات مطروحا من الجميع داخل المنظومة الرياضية، والأدهى أن يتكرر بعد كل مباراة تقام اجباريا بحضور جماهير محدود مثل مباريات الأندية والمنتخبات الوطنية فى البطولات الأفريقية بفرمان من الاتحاد الأفريقى لكرة القدم.
الحقيقة الخافية على مشجعى الكرة، أن الدولة بكل هيئاتها ومؤسساتها المختلفة ترفض عودة الجماهير الى الملاعب، والأغرب أن تتخلى وزارة “خالد عبدالعزيز”، بتعمد واصرار عن الجماهير فى لحظة، وهو الذى أكد قبل ثلاثة أشهر بأنه معها قلبا وقالبا، وأن روابط الأندية المعروفة باسم الألتراس، هى من ضمن عناصر كرة القدم ولا مساس بها ولا غنى عنها، وأن الموسم الجديد، الذى انطلق بالفعل ومرت منه الأسابيع الأولى، سيشهد عودة الحياة الى المدرجات الصامتة، لكن الوزير نسى ما قاله أو أراد أن يخدع الناس، عندما حان تنفيذ الوعود فخرج بكلام أصابنا بالصدمة مفاده، أن الأجواء والظروف التي تمر بها البلد، لا تسمح بعودة الجماهير الآن.
تنافض كلام وزير الشباب والرياضة يعكس حالة الانفصام فى الشخصيات المسئولة عن هذا البلد، وأن الدولة لاتزال تتعامل مع الأزمة برؤية غير ثاقبة أوصائبة، فأرادت أن تسد الباب وتستريح فى وجه جماهير كرة القدم، واستغل المسئولون حادثة اقتحام التراس جمهور الأهلى لتدريب فريقها بفرع مدينة نصر قبل شهر، لاتخاذها ذريعة للتراجع عن تنفيذ وعودها وعدم اتخاذ قرار العودة.
الأزمة عادت الى المربع صفر، رغم أن هذا الملف مازال مفتوحا لدى الدولة متمثلة فى وزارة الشباب والرياضة، والمثير للضحك والسخرية، أن الوزارة، كما جاء على لسان “عبدالعزيز” قررت مناقشة عودة الجماهير بعد انطلاق صافرة مباريات الدورى، وهذا يدل على أن المسئول يتعامل بسذاجة مع الجماهير، وفى قرارة نفسه اضاعة الوقت وتفويت الفرصة على عودتها بحجة البحث والتحرى، وأخيرا خرج الوزير الهمام بمذكرة الحل للمشكلة بطريقة جهنمية ومقترحات عبقرية، حيث تنص على بدء العودة تدريجيا، وأن يقتصر الحضور على أصحاب المباراة واستخراج كارنيهات لجميع مشجعى الأندية، الى جانب حصولهم على التذاكر والقضاء على ظاهرة الدرجة الثالثة يمين والدرجة الثالثة شمال، وتوزيع الحضور على جميع الأماكن فى الاستاد وتنفيذ اشتراطات النيابة، كل ذلك فى ضوء تفعيل القانون بحزم وتشديد عقوبة مثيرى الشغب،
هذه الحلول الوزارية الموقعة بيد “خالد عبدالعزيز”، وألقيت فى ملعب السلحفاة، أو مجلس النواب الحالى، فتوهمت الجماهير أن يتحرك أعضاء مجلس السلحفاة ولجنة الشباب والرياضة، سريعا من أجل عودتها، الا أنهم وضعوها فى الثلاجة مع شقيقها قانون الرياضة الجديد، لتغرق الرياضة المصرية ولفترة طويلة قادمة فى دوامة الأزمات والمحاكم بفعل فاعل.
الجدير بالذكر أن هناك غرائب وطرائف لنواب مجلس السلحفاة، والمضحك، أن أمين سر لجنة الشباب والرياضة، قال لابد من قرار جرئ يعيد الجماهير للملاعب، ولابد من التنسيق بين كل من وزارتى الداخلية والشباب والرياضة ورؤساء الأندية والروابط الرياضية، وكأن النائب لم يسمع من قبل عن عشرات الجلسات والاجتماعات التى جمعت كل هذه الجهات وفشلت، أما زميله ذلك النائب المغوار عضو اللجنة فقال، لابد من توفير الشروط التى نصت عليها النيابة، بعد التحقيقات فى حادثة استاد بورسعيد، وتتمثل فى عمل فواصل بين المدرجات، وتركيب كاميرات فى جميع الأماكن، وتعلية الأسوار مع عمل بوابات الكترونية لمنع أعمال الشغب وسهولة والقاء القبض على مثيرى الشغب، وهو النائب الذى لا يعلم أن كل تلك هذه التوصيات قد صدرت رسميا من مجلس النواب السابق المنحل، بل وتم الاعلان عن تنفيذها، ومن ثم هناك عددا من الملاعب باتت مؤهلة لاستضافة الجماهير، وعلى رأسها استاد القاهرة.
ونتوقف أمام أغرب تناقض، وكيف أن الدولة ليس لديها رؤية موحدة، مع انطلاق بطولة الدورى، حيث ضرب نادى الشرقية العائد للممتاز بعد طول غياب، كرسى فى الكلوب، عندما هدد بالانسحاب من البطولة بسبب رفض مديرية الأمن اللعب على استاد جامعة الزقازيق، بعد الوعد السابق باقامته على ذات الملعب، فكشف الشراقوة فى بيان رسمى لهم كذب مسئولى الأمن.
على النقيض تماما حدث بمحافظة الغربية، حيث وافق مدير الأمن هناك على اقامة مباريات فريق طنطا بالدورى على ملعبه، ورغم أن اتحاد الكرة أخطر الجهات الأمنية بموعد ومكان اقامة كل مباريات مسبقا، حصوله على موافقات الأمن، الا أن مأساة الأندية مستمرة، حيث تفاجأ قبل ساعات على موعد انطلاق المباريات بالرفض رغم أن المباريات تقام وسط أجواء صامتة.