البعد الإستراتيجى للشأن السورى وسلامة الأمن القومى العربى .. بقلم / محمد شبل
إن ما يحدث اليوم فى الصراع الدائر على الساحة السورية ما هو إلا النيل من الأمن القومى العربى لصالح الدولة الصهيونية, على الرغم من ذلك تظل سوريا صامدة بجيشها العربى ورئيسها الذى يواجه حملة إعلامية شرسة لتشويهه والعمل على الإطاحة به, ولكن الحقيقة غير ذلك وهى أن الصراع السورى الذى تدعمه المملكة السعودية ما هو إلا عملية شخصنة بين آل الأسد وآل سعود فى الوقت الذى لا ترغب فيه السعودية بحل سياسى من شانه الإبقاء على نظام الأسد .

وأيضاً عدم النظر للشعب السورى بعين الرأفة ورفع معاناته التى إمتدت لعدة سنوات, وأود أن أوضح بأن ما يصوره الإعلام للرأى العام العالمى بأن النظام السوري يقوم بمجازر ومذابح فى حق الشعب ما هى إلا إدعاءات كاذبة لا أساس لها من الصحة, ويكفى أن أقولها كلمة وحدة بأنه يكفيك أن تسافر إلى سوريا الآن لتعلم أن الحقيقة على عكس ما يذاع وينشر .

أما إذا أردت أن تحكم عقلك بعيداً عن السفر فهناك أمور لا يمكن تجاهلها, لأنك باختصار شديد تسمع وتشاهد دائماً إذاعة أخبار منها : مقتل العديد بنيران الأسد ومقتل العشرات بنيران الجيش النظامى , ولم تسمع وتشاهد ولو لمرة واحدة من إعلام ( العار ) بأن هناك قتلى بنيران المعارضة أو ما يسمى بالجيش ( الحَر ) علما بأن هؤلاء المسلحين يستخدمون أسلحة حديثة, ولكن يقلل منها الإعلام العميل لتظهر وكأنها ( ألعاب نارية ) ولا تؤثر فى المدنين فى شيئ, أطالب الجميع بعدم إلغاء عقولهم وأن يقوموا بالتفكير ولو لمرة واحدة فى كل ما يذاع عن الوضع فى سوريا وأن ينظروا إلى الأمور بشيئ من العقلانية .

يا سادة إن ما يحدث فى سوريا على الطبيعة هو بطبيعة الحال فى المناطق الحدودية مثل ما يحدث من حرب على الإرهاب فى سيناء مع الفارق البسيط وهو ان سوريا ليس بها سيناء واحدة بل عدة مناطق شبيهة بسيناء, وليعلم الجميع بأن الوضع الأمنى بدمشق على سبيل المثال مثل ما شهدناه فى الفترة الأخيرة أثناء وجودنا هناك لا يقل نهائياً فى إستقراره عن القاهرة, لذلك أطالب الأمة العربية بالوقوف إلى جانب سوريا التى تمثل بعد استراتيجى للأمن القومى العربى . كفانا خداع من إعلام الأنظمة العميلة الذى يتم تصديره إلينا فلقد عانينا نحن منه أوقات كثيرة بداية من أحداث 25 يناير إلى وقتنا هذا, تلك هو الوضع فى سوريا لمن لا يعرف الحقيقة ..