الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

الافتراء على الأزهر

الافتراء على الأزهر

الافتراء على الأزهر

 

كتب علي محمد الأزهري

يبدو أن سلسلة الإفتراء على الأزهر أصبحت ممنهجة؛ بدأت بقيادات الأزهر، ثم مناهج الأزهر، ثم انتهت إلى الزج بعلماء الأزهر الراحلين، فكتب أحدهم مقالًا على موقع ويكيبديا عن جامعة الأزهر، ثم انتهىٰ إلى القول إن الشيخ جاد الحق -رحمه الله تعالى- أصدر فتوى لتكفير الدكتور فرج فودة، وأيضًا نادى بضرورة قتله الشيخ محمد الغزالي -رحمه الله تعالى-، ولذا عمدت جماعة التكفير والهجرة لقتله، فهم السبب في ذلك،

وللرد على ذلك يمكننا أن نقول:

 

أولًا: ما دخل جامعة الأزهر بما قاله الكاتب، وهل كانت فضيلة الشيخ جاد الحق أستاذًا جامعيًا؟!، أو فضيلة الشيخ الغزالي أيضًا أستاذًا جامعيًا؟! كلاهما لم يُدرِس في الجامعة الأزهرية.

 

ثانيًا: طالعت مؤلفات فضيلة الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر الشريف -رحمه الله تعالى- وهي (الفقه الإسلامي مرونته وتطوره، بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة، رسالة في الاجتهاد وشروطه، رسالة في القضاء في الإسلام، مع القرآن الكريم.

 

النبي صلى الله عليه وسلم في القرآن، الدعوة إلى الله، ونفس و ماسواها)، فلم أجد فيها أي اسم يخص د. فرج فودة ولا غيره، ولا أي فتوى تخص شخصًا بعينه.

فهذا إما محض كذب على فضيلة الشيخ جاد الحق -رحمه الله-، وإما محض جهل من الكاتب، وكلا الأمرين يوضح عدم الصدق وتحري الدقة وعدم أمانة النقل،

 

فهل يمكن أن نسلم بصحة ما كتبه الكاتب؟!

 

ثالثًا: ذكر الكاتب أن الشيخ الغزالي قال في شهادته أمام المحكمة: “إن قتل المرتد أمر مشروع لا خطأ فيه”.
ثم قال أيضًا: “إن قتل فرج فودة كان في الحقيقة تنفيذًا لحد الردة الذي فشل الإمام في تنفيذه”.

والإجابة هنا على شقين،

أولًا: نذهب لأروقة المحكمة نفرغ كلمة الشيخ الغزالي في قاعة المحاكمة، وهذا نصها:

المحكمة: «ماحكم المسلم أومدّعي الإسلام إذ أتى هذا الفعل الكفري عن قصد وعلم بمعانيه ومراميه»؟..

الغزالي: «مهمتي كداعية أن أوضح شبهاته، وأقول الأدلة التى تؤيدني، وأن هذا الشخص ليس بمؤمن»..

المحكمة: «ماهو حكم المرتد شرعًا»؟ .. الغزالي: «أن يستتاب وإذا لم يرجع يُعتَل، وهذا هو الرأي العام.

أما أنا فى رأيي الشخصي أنه يجوز للحاكم إذا أراد أن يسجنه مؤبدًا، ولو فر مرتدًا إلى خارج البلاد، فليذهب إلى الجحيم ويكون المجتمع بريء منه.

أما بقاؤه فى المجتمع فهو خطر على الأمة، ويجب أن يُجْهَزَ عليه، وعلى الحاكم أن يقتله..المفروض أن من يملك إيقاع الحد على المجتمع هو القضاء الذى يقوم بمهمة تطبيق الحدود والتعازير والقصاص، وليس لآحاد الناس أن يقوموا بهذا الآن حتى لا تتحول الأمور إلى فوضى

المحكمة: «ماذا لو أن القانون لا يعاقب على الردّة»؟..

الغزالى: «يكون القانون معيبًا، وتكون فوضى فى المجتمع»..

المحكمة: «فى هذه الحالة هل يبقى الحد واجب التنفيذ»؟.

الغزالى: «نعم، فحكم الله لا يلغيه أحد».. المحكمة: «ماذا لو أوقعه آحاد الناس»؟.

الغزالى: «يكون مفتئتًا على السلطة».

المحكمة: «هل هناك عقوبة للافتئات على السلطة فى الإسلام»؟.

الغزالى: «لا أذكر أن لها عقوبة».

ولعل كاتب هذه السطور قد تناسى أن الأزهر يتصدى للأفكار التكفيرية، هل تذكر واحدًا من أبناء الأزهر وأحد الأساتذة بجامعة الأزهر فضيلة الشيخ الدكتور محمد حسنين الذهبي، صاحب كتاب التفسير والمفسرون، وزير الأوقاف الأسبق، الذي رد على التكفيرين وبخاصة هذه الجماعات، فألف كتابه قياسات من هدي الإسلام، فرد فيه على شبهات هذه الجماعات، وكتب في المقدمة

 

(وقال “الذهبي” في الكتيب، الذى تسبب في إغتياله :”يبدو أن فريقا من المتطرفين يسعون في الأرض فسادا ولا يريدون لمصر استقرارا، استغلوا الشباب وصوروا المجتمع بأنه مجتمع كافر تجب مقاومته ولا يجوز معايشته، وأن العنف هو الحل لفرض الشريعة، وهذا أبعد ما يكون عن الدين السمح وعن الوسطية الإسلامية، التي هي شريعة الإسلام وينادى بها الأزهر الشريف، ولهذا أقدم هذا الكتيب لشرح معنى الإيمان في الإسلام والوسطية في الدين، وأن مدى صدق شهادة المسلم مرتبط بما في قلبه، وعلى الذين يوزعون الإيمان والكفر على الناس أن يراجعوا أنفسهم وإلا باءوا بإثم كبير).

 

فاغتالوه في الثالث من يوليو 1977، بعد اقتحموا منزله بمدينة حلوان، وضربوه بطلق ناري في العين اليسرى، وعثرت عليه الشرطة مقتولًا بالهرم، وقرر الرئيس الراحل محمد أنور السادات إحالة القضية للمحكمة العسكرية، وأعلن قائد الجماعة الإرهابية (شكري أحمد مصطفى)، مسئولية الجماعة عن الحادث، وقال خلال المحاكمة :”الشيخ الذهبي خرج عن الدين ووجب قتله بعد اختطافه”.

 

ولعله تناسىٰ أيضًا أن هذه الجماعات حاولت منذ أشهر مضت اغتيال مفتي الجمهورية السابق أد علي جمعة عبدالوهاب أثناء دخوله مسجد فاضل فنجاه الله تعالى من شرهم.

 

فعلماء الأزهر هم من يُستهدفون من قِبلِ الجماعات الإرهابية كما هو الحال، فما لكم كيف تحكمون.

 

الشق الثاني من الإجابة: قال الكاتب: “عقب مقتل د. فرج فودة قال الشيخ محمد الغزالي: “إن قتل فرج فودة كان في الحقيقة تنفيذًا لحد الردة الذي فشل الإمام في تنفيذه”.

 

وهذا الأمر محض كذب على الشيخ الغزالي -رحمه الله تعالى- فليدلنا على المرجع الذي استقىٰ منه دليله إن كان صادقًا، فتابعت ما قاله الشيخ إزاء هذه الواقعة فلم يتفوه بشيء يتعلق بحادثة اغتيال د. فرج فودة البتة، وكلامه فقط كان في قاعة المحكمة وقد بيناه آنفًا.

 

وقال نصًا: “هذه مهمة الحاكم، يقيم عليه الحد، وليس لآحاد الناس أن يقوموا بهذا الأمر، حتى لا تتحول الأمور إلى فوضىٰ”.

 

فهذا كاتب يريد التشهير والزج باسم الأزهر وعلمائه للنيل منه.

 

هذا ونناشد القائمين على هذا الموقع وغيره أن يتحروا الدقة، وأن يسمعوا منا لا عنا، وأن ينقلوا تاريخ الأزهر من منبعه، وأن يعملوا بميثاق الشرف الإعلامي الذي ينادي به دائمًا المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام

 

الافتراء على الأزهر

 

 التعليقات

  1. يقول عبد الله الجيشي:

    طيب وبالنسبة للدكتور محمود مزروعة اللي قابل القتلة قبل عملية الاغتيال وتم التلميح له بها وكان رده بالموافقة والتأييد؟

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79649113
تصميم وتطوير