الخميس الموافق 06 - فبراير - 2025م

احمد عناني يكتب نيويورك.. صرخة الشعب والصفعة السياسية الايرانية

احمد عناني يكتب نيويورك.. صرخة الشعب والصفعة السياسية الايرانية

«روحاني قاتل, النظام برمته باطل» «روحاني لا يمثل الشعب الإيراني» و«الموت لمبدأ ولاية الفقيه» و « نعم نعم لرجوي . لا لا لروحاني » و«واحد، اثنين، ثلاثة، نبني ألف أشرف». كانت هذه الهتافات نماذج من صرخة الشعب الإيراني والتي فتحت يوم 28 ايلول/ سبتمبر 2015 منافذ مغلقة بموازاة ظهور الملا المخادع والمجرم خلف المنصة المغتصبة للشعب الإيراني قد سمعت دويها في القاعة الكبيرة للجمعية العامة للأمم المتحدة. وبذلك اجتاز صوت الشعب الإيراني اللامسموع جدران الخناق وكسر منافذ مغلقة ووصل إلى مسامع اولئك الذين يجب ان يصل اليهم. اهتمام موسع لوسائل الاعلام المهمة لهذه الهتافات يدل على هذه الحقيقة. أسوشيتدبرس: آلاف المتظاهرين في نيويورك يطالبون بتغيير النظام الإيراني. نيويورك تايمز: آلاف المتظاهرون … قناة الجزيرة : هي آكبر مظاهرة في نيويورك … قناة العربية: احتشد آلاف من الإيرانيين … ووسائل الآعلام الأخرى. وأعربت قناة فوكس نيوز تعبيرا واضحا جدا عندما تقول: هنا لم يهتم أحد بتصريحات روحاني وانتم الآن تشاهدون لقطات من شارع أمام الأمم المتحدة. كما هناك تفسير رائع آخر من «موقع ديجيتال جورنال الاخباري » مع تسليط الضوء على الشباب الحاضرين في الصف الأول للمظاهرة تقول: «قد ظهر الجيل القادم للمعارضة الإيرانية أي المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية و مجاهدي خلق بمثابة مجموعة معروفة ومؤثرة بشكل صاعد هدفه الأول في الوقت الراهن هو روحاني ومن يمثله الملالي». كما هناك عبارة واضحة أخرى من التفسير في هذا الموقع تقول: «بينما الكثير من زعماء العالم من أمثال باراك اوباما ملوا من مواجهة النظام الإيراني اثبتت مجاهدي خلق بانها لا تتزعزع من مكانها». نحن نعرف انه في عالم قائم على موازين القوى ان الصوت المسموع الذي تستقبله وسائل الإعلام هو صوت منبثق أو منتمي لسلطة أو حكومة ما الا ان صوت الشعوب خاصة الشعوب الأسيرة في قبضة الديكتاتوريات لا يجدون طريقا إلى الإعلام بهذه السهولة وانه غير مسموع في المراكز الهامة من أمثال الأمم المتحدة. الا ان الشيء الغريب والعجيب هو ان هذه المرة صوت ما لايملك صوت وهو أسر في مخالب سوداء لديكتاتورية في العالم يتغلب على صوت الديكتاتور ويرسخ في السياسة ويضرب الديكتاتور بالضبط من نفس المنصة التي كان يتوقع روحاني ورفسنجاني ان يسمعا صوت التشجيع والتقدير أي منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة وذلك بعبارات من أمثال: « في الظروف الحالية النظام الإيراني يستمر بإرسال المجموعات العنيفة نيابة عنه لتمرير مصالحه… النظام الإيراني يؤجج الصراعات الطائفية ويجعل المنطقة برمتها عرضة للخطر». والسؤال المطروح هو لماذا وكيف ان الإتفاق النووي الذي كانت الدول الغربية وبهدف فرضه على النظام تعطي حوافز له بعد ان حصل الآن يواجه صفعات سياسية. ما ذا حصل حيث كان يوما ما المجرمين من أمثال رفسنجاني وروحاني باعتبارهما الإعتدالي والإصلاحي قوبلوا بترحيب حيث كانوا يجرون السياسات وارئهم الا ان روحاني حاليا وبعيون مذهلة يرى ان مزاعمه من أمثال «الاعتدال» و«التعامل» حتى بعد انصياع النظام للإتفاق النووي وتجرع كأس السم لاتزال تواجه هكذا صفعات سياسية من كل الأطراف يمينا ويسارا؟ احداها من خلف منصة الجمعية العامة وآخر عن طريق اجابات استعلائية والإستخفاف بهم من قبل وزير الخارجية السعودي ردا على طلب اللقاء من وزير الخارجية للملالي. ان هذه الصفعات تؤثر على داخل النظام أكثر من أي وقت مضى في أجواء بعد تجرع كأس السم ما أرغمت روحاني على مغادرة نيويورك دون حصوله على أهدافه وطموحاته. ما هو السبب؟ قبل الإجابة على هذا السؤال في البدء نلقي نظرة على اعلام آخر وهو قناة فوكس نيوز: « مريم رجوي تقول يجب ملاحقة النظام الإيراني وروحاني قانونيا بسبب دعمهم للإرهاب ولا ان يتم مواجهتهم موقف الترحيب في الأمم المتحدة». نعم. يجب ان يجد الإجابة في قوة المقاومة الإيرانية وهي القوة الناشئة عن صمود الأشرفيين ومناصري أشرف بقيادة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المقاومة الإيرانية وهي التي استطاعت حسب ما قال الفيلسوف والحقوقي السويسري البارز جان زيغلر «ان تتحول قوة أخلاقية وإنسانية إلى قوة سياسية». هذه هي حصيلة رائعة تم تحقيقها باثمان باهظة وتضحيات كبيرة حيث تمكنت من ايصال صوت الشعب هكذا إلى أسماع المجتمع الدولي في عالم قائم على موازين القوى وتجعل ديكتاتورية ولاية الفقيه مفضوحة ومنكسرة وان تمهد الطريق أمام انتصار الشعب الإيراني ومقاومته بتجرع الخليفة المتختلفة كأس السم.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79628190
تصميم وتطوير