إلى الأخلاق ياعباد الله
بقلم/السيد عناني
أين أخلاقنا؟ هل نحن فى أزمة أخلاق؟ هل تجردنا من تلك المبادئ والقيم التى نشأنا عليها؟ لماذا نسينا عاداتنا الراقية التى كنا نتعودها ونمارسها بفطرتنا السليمة ؟
أبحث كل يوم وفى كل الأماكن لعلى أجد شيئا من آثار ذلك الماضى الملئ بالخير والنفوس الراضية .ثم أقف مع نفسى متسائلا .أين البيت الدافئ ذو السقف الواحد الذى يجمع تحته الكبار والصغار ذكورا وإناثا ؟ وأين تلك المائدة الخشبية المستديرة التى كانت توضع على الأرض فنلتف حولها ولايجرؤ احد ان يمد يده قبل رب البيت الكبير ؟ أين هذه الخشية وأين الادب الذى كان يجعل الرجل المتزوج صاحب الاسرة يخشى ان يشعل سيجارة ليدخنها أمام والده أو أخيه الأكبر .
اين أخلاقنا فى وسائل مواصلاتنا عندما كانت تركب الفتيات ولايجدن مقاعد خالية فينتفض الرجال من مقاعدهم حتى تجلس تلك الانثى دون ان يعرفها أحد .
أين ذهب كرم الجيران ؟ كل يطهى طعامه ثم نتبادل الاطباق فنأكل جميعا طعاما واحدا دون تفرقة.
أين توقير المعلم الذى كنا نراه قادما من بعيد فنجرى لنختبئ حتى لايرانا .الان يشهر الطالب سلاحه الابيض فى وجه استاذه دون ما اجلال أوهيبة.
أين الغيرة التى كانت تأخذنا عندما نرى أحدا يريد ان يغازل أويتحرش بفتاة حارتنا أوقريتنا فتقوم الدنيا ولاتقعد .أين ذلك الفقير الذى كان يفضل أن ينحت فى الصخر ليأكل هو وعياله وتأبى نفسه العفيفة أن تمتد لتأخذ صدقة من أحد لماذا نرى الان رجالا ونساء واطفالا وشبابا فى ريعان الفتوة يتسولون فى الشوارع وكأنها صارت مهنة .
كل هذا جعلنى اريد أن أصعد فوق قمة عالية شماء وأصرخ بأعلى صوتى ( إلى الأخلاااااااااااق ياعبادالله… ..) إن ضعف الاخلاق دليل على ضعف الايمان لأن الايمان قوة عاصمة عن الرذائل دافعة الى المكارم وقد أوضح لنا النبى صلى الله عليه وسلم أن الايمان القوى يلد الخلق القوى وان انهيار الأخلاق مرده الى ضعف الايمان أو فقدانه والدليل على ذلك أن الرجل الصفيق الوجه المعوج السلوك الذى يقترف الرذائل دون اعتبار لأحد قد وصف الرسول حاله فقال (الايمان والحياء قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الاخر ) رواه الحاكم ثم يقول ( اذا لم تستح فاصنع ما شئت ) ثم حكم على ذلك الرجل القاسي الذى يؤذى جيرانه بأنه غير مؤمن فقال(والله لايؤمن والله لايؤمن والله لايؤمن قيل من يارسول الله ؟ قال: من لايأمن جاره بوائقه ) فياعباد الله هيا نرجع الى الاخلاق حتى نرتقى ويحبنا الله فقد سأل الرسول صلى الله عليه وسلم : من أحب عباد الله الى الله تعالى فقال أحسنهم أخلاقاً.