الجمعة الموافق 07 - فبراير - 2025م

إعتذار واجب لصاحب صلاة العيد علي عجلة !

إعتذار واجب لصاحب صلاة العيد علي عجلة !

إعتذار واجب لصاحب صلاة العيد علي عجلة !!

 

بقلم :ريهام الزيني

 

قديما.. قال الشاعر العربي:

إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

وقد تذكرت هذا البيت من الشعر عندما قرأت علي صفحات

السوشيال ميديا خبرا أزعجني وأحزنني كثيرا..وهو

أخبار عن بوستات منشورة تعلن وفاة الحاج محمد سنقر الذين

قاموا بتصويره وهو يصلي عيد الاضحي هذا العام على عجلة

وصورته انتشرت جدا بعدها.

 

وكان لهذا الخبر السيئ واقع أليم وأثر محزن في نفسي، وأعتقد أن

كل من قرأه شعر بنفس الأسى والحزن – على ما آل إليه أخلاق

مجتمعاتنا ووصل الأمر الى انهيار الأخلاق في جيل بأكمله – إن لم

يكن في أجيال عديدة ..

 

في البداية.. هناك أسئلة كتيرة وصلتني تسأل عن أخبار وبوستات

منشورة عن وفاة عم الحاج محمد ، وهذا الكلام غير صحيح.

 

 

عم محمد بخير ،و عمل حوار مع موقع مصراوي..و قال فيه إنه

صلى على العجلة لأسباب مرضية تمنعه من الركوع أو السجود،

وإنه تفاجأ بانتشار صورته عبر مواقع التواصل الاجتماعي،

وشائعات عن نبأ وفاته وطلاق إحدى بناته بسبب انتشار الصورة،

مما تسبب له في هجوم الأهالي عليه دون معرفة السبب الحقيقي

وراء ذلك، مطالبا رواد مواقع التواصل الاجتماعي بعدم الإنسياق

وراء مروجي الشائعات والتحقيق في الأمر قبل نشر أي صور تتعلق

بشخص دون علمه.

 

 

فضلا عن أن الشخص الذي صور عم الحاج محمد ، نشر على

حسابه صورة من عند بيت عم محمد وقال” لا يوجد أي جنازة ولا

حاجة، وقال إن عم محمد رفض يسجل فيديو للناس وقال إنه

عاوز يعيش هو وولاده في حالهم.”.

 

 

وأما أصدقاء ومعارف عم محمد،نفوا أيضا بعد زيارتهم له تعرضه

لجلطة بسبب انتشار الصورة وقالوا ان كل هذا الكلام

مجرد شائعات.

 

وأما عم موقف الأزهر الشريف “فقد قام بإنصاف عم محمد صاحب

صورة الصلاة على “عجلة وقالوا له أنه جائز في السنن حال وجود

عذر “.

 

إن أخطأ المرء.. وجب عليه الاعتذار!! والكثير من المصريين

أخطأوا ومنهم من إعتذر بعد معرفة أسباب هذة الواقعة..

 

وأنا أقر وأعترف بإسم كل مصري أخطأ في حق عم الحاج محمد

سنقر بأنهم أخطأوا وندموا علي موقفهم ووجب عليهم الإعتذار..

 

وباسم كل مصري “أسفين عم محمد “

 

ولكن ما يهمني الأن سؤال يطرح نفسه

هل أصبح أخلاق المصريين بلا قيم ولا مباديء الي هذا الحد ؟!

 

شباب يطالبون بالحرية والديمقراطية والتعامل مع المجتمع بكل

أساليب الاحترام والتقدير وحسن المعاملة ، ولو نظرنا إلى أحوال

الناس نجد الصورة تعبر عن الإنسان المصرى وشباب الجيل الجديد

،شباب المستقبل فيه كل الأمل والطموحات، شباب يقومون بتصوير

رجل مصري مريض يصلي صلاة عيد الاضحي علي عجلة،وذلك

لظروف مرضية خاصة دون أى خجل ودون أى لحظة ندم كسوف.. .

إن هذة الواقعة ياساااادة جعلتني أتأمل في العصر الذي بعث فيه

 

رسول الله – صلي الله عليه وسلم – فلاحظت أمرا عجيبا ،هو أن

 

أكثر الناس لم يكن لديهم دين ينظم حياتهم، لكن كانت عندهم

 

منظومة من مكارم الأخلاق،مثل: الصدق والأمانة، والوفاء بالعهود

والعقود، والكرم والنجدة وغيرها، وقد توارثوها كابرا عن كابر،

فصارت ثقافة تتناقلها الأجيال وتعتز بها، وينتقصون من لا يقيمها،

بل يعيرون من لا يلتزم بها، حتى أحجم أبو سفيان أن يكذب على

النبي – صلى الله عليه وسلم – حينما جائت له فرصة يريد أن يطعن

في عرضه من خلالها، أو يشوه سمعته كخصم لدود، أحجم عن ذلك

حتى لا يؤثر الناس عنه كذبا، وكان حينها على الكفر ولم يؤمن بالله

تعالى بعد،فأين ضاعت هذة الأخلاق الأن ؟!

 

وللعلم وللتوضيح … مافعله عم الحاج محمد هو من صحيح السنة

النبوية الشريفة فقد ثبت فى البخاري ومسلم وكل كتب السنة ان

النبي محمد صلى الله عليه وسلم قد صلى وهو راكب راحلته اى

الناقة او البغلة او الحصان وكان يصلى وهو عليها فى اي اتجاه، فما

فعله هذا الرجل هو إحياء لسنة كان الكثير لايعرفها، فاسأل الله أن

يجزيه خيرا.

 

نعم إنها فوضي أخلاقية تجتاح الشارع المصري وتصل أصداؤها

إلي كل بيت، وللأسف هذا هو حال الكثير من المصريين الذين

فهموا الحرية بطريقة خاطئة..

 

ونلاحظ أيضا أن الأمة في وقتنا الراهن تعاني من ضعْف، إن لم

يكن انعداما في القيم والأخلاق على كافة المستويات، فهناك أزمة

أخلاقية حقيقية بين الحكام والمحكومين، والرئيس ومرؤوسيه،

وبين المدير والعاملين، وبين المعلم وطلابه، وبين التاجر والمشتري

، وبين الرجل والمرأة وأولاده، وأرحامه وجيرانه.

 

عار على هذا الجيل الذى لا يعرف معنى الإحترام والتقدير وحسن

المعاملة، جيل أفسد عقلهم الإنترنت والثورات وضياع حلم الأمة

فى شباب يستطيع التغير إلى الأفضل.

 

نعم شباب مصر أصبح فى فوضة عارمة فى كل المناسبات

والأزمات… لا يعجبه شيء كل شيء يعترض يخالف الأم والأب

ليس لديه أمل غير الفوضه والفراغ وعدم السيطرة لا يعرفوا القيم

والأخلاق لكى يعلموا معني الوطنية والأخلاق.

 

“نعم نحن في زمن المسخ “

 

كما مسخنا أخلاقنا وقيم حياتنا، فانقلب الصدق خيب ، والإخلاص

في العمل أصبح هبلا، والتنطع أصبح نصاحة وذكاء ، وانعدمت

لدينا الرغبة في العمل ،وحلت مكانها الفهلوة واقتناص الفرص

والسمسرة والعمولات.

 

كما مسخ المصريون أيضا قواعد دينهم الذي إقتصر علي المظاهر

الشكلية والقشور الخارجية وأهملنا قيمه وأسس عقيدته إلي درجة

أن نسي الكثير منا يوم القيامة فانتشر سب الدين وسب الأحياء

والأموات وأصبح ما نمارسه من الدين بضع شعائر يمارسها الأفراد

ولا تؤثر علي تصرفاتهم وسلوكياتهم.

 

إن الأخلاق تعكس ثقافة الأمة وحضارتها ياسادة

فكلما ارتفعت اخلاق الأمه كلما تقدمت وارتفعت حضارتها وكلما

انحطت اخلاق الامه كلما ضاعت قيمتها وذهبت هيبتها بين الامم.

 

فلماذا نلقي بعجزنا وانعدام مسؤليتنا وفشلنا وسوء اخلاقنا دائما

على الحكومات فقط؟

متى نقوم بثورة حقيقية للعودة بالمجتمع لحسن الخلق والسلوك

القويم؟

متى نمشي مطمئنين على أَعيننا ومسامعنا وضمائرنا؟

 

وأين يكمن الخلل إذن ؟!

 

لماذا لا نزاحم الأمم الأخري بأخلاقنا وديننا ونربي أبنائنا على

الفضيلة ونغرس فيهم الامانه وحب الخير ونتوقف عن نقد الاخرين

دون معرفة الاسباب التي دعتهم الي ذلك .

 

إن صلاح المجتمع فرض عين وليست فرض كفاية، فلا تقل ” ساق

الله على ايام زمان”، بل قل ساق الله على ناس واخلاق زمان ،

فنحن من عبث بهذا الزمان، ” فصلاح أمرك للاخلاق مرجعة، فقوم

النفس بالاخلاق تستقيم”.

 

.. فوا أسفاه.. وواحسرتاه.. وواحزناه… وكرباه..؟؟!!

 

أزمة أخلاق.. تحتاج لثورة عاجلة على أنفسنا، ومجتمعاتنا من أجل

إعلاء قيمة الأخلاق، وبناءها في مجتمعاتنا من جديد.

 

أخلاق معظم المصريين أصبحت فهلوة.. أنانية.. استسلام.. تسيب

..ضمير معدوم ..تحرش.. اغتصاب وعنف،والأخلاقيات تلاشت

وباتت نادرة فى ظل حالة الحرية الزائفة.

 

ولكني أتساءل:

هل ذهبت الأخلاق إلى هذا الحد؟؟

وهل انهارت القيم والفضائل الى هذا الحد؟

 

وهل نأمل أو نطمع بعد نجاح ثورة و30 يونيو في العصر الحديث

أن تعود مصر سيرتها الأولى وأن يسترد المجتمع المصري ما كان

عليه في سالف الأزمان من محبة ووئام وعلاقات الجوار الحسن

وإحترام ما تعلمناه من الآباء والأمهات المعلمين من قيم وأخلاق

وفضائل..؟

 

أبناء وطني الغالي،على كل منا أن يتبنى قضية نشر الأخلاق

والفضيلة بين أبناء مجتمعه،وليبدأ كل أمرئ بنفسه!

 

أسرع ولا تتباطأ!

فالقطار سريع ولا وقت لبطيء أو متكاسل.

 

ونأسف من هاجموا هذا الرجل،ونأسف على فعلتهم الشنعاء علي

أمل تكون بداية لنستعيد القدوة الحسنة والمثل العليا.. وأرجو الله

تعالى أن يحقق لنا ذلك أنه تعالى سميع مجيب وما كل ذلك على

الله بعزيز.وباسم كل مصري “أسفين عم محمد “.

 

إعتذار واجب لصاحب صلاة العيد علي عجلة !

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 79654682
تصميم وتطوير