الخميس الموافق 27 - فبراير - 2025م

“إبن الوز عوام “

“إبن الوز عوام “

كتب/محمد أحمد عامر

صدق المثل القائل “ابن الوز عوام ” فبعد أن تألق الكابتن أحمدعبدالحليم نجم منتخب مصر ونادي الزمالك بالملاعب وأمتع الجماهير وأحرز العديد من الأهداف والبطولات جائت أبنته النجمه والفنانه الجميله هند لتتألق ولكن هذه المره ليس بالملاعب ولكن علي مسرح الطليعة لتعيدلمسرح الدولة بريقة وهيبتة وأحترامة مره أخري بأدائها الرائع والمتميز والرشيق لتبهر الجمهور هي ونجوم مسرحية ” أنتيجون ” وتلعب هند أحمد دور البطولة علي خشبة المسرح وتمتع الجمهور بموهبتها كما كان يلعب والدها الكابتن أحمدعبدالحليم دورالبطولة بالملعب ويمتع الجمهور بموهبتة.

حيث تألقت في بطولة أحداث المسرحية التراجيدية “هنا انتيجون” والتى تعرض حاليًا على مسرح “الطليعة” بالعتبة، “أنتيجون” أسطورة يونانية قديمة لسوفوكليس، تتحدث عن مواجهة الحاكم الدكتاتور، الذى ينتهك كل الحرمات لخدمته وخدمة أغراضه الشخصية فقط على حساب أفراد الشعب، وهذه هى رسالة الفن فى كل وقت وعبر العصور، والمصريين جسدوا ذلك عملياً في ثورتهم في 25ينايرمطالبين بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية وهتفوا فى ميادين مصر المختلفة ليغيروا واقعهم للأفضل وستظل هذه القصة مستمرة مع وجود كل حاكم ديكتاتوري اتسم حكمه بالقهر والظلم. الحكاية تبدأ بقصة “أوديب” الذي قتل والده وتزوج أمه وأنجب منها أربعة أبناء هم : “إيتيوكليس” وأخاه الأ‌صغر “بولينيس” و”أنتيجون” وأختها “إسمين”، وعندما اكتشف “أوديب” جريمة قتله لوالده وزواجه من أمه، فقأ عينيه وترك السلطة لولديه “إيتيوكليس” و”بولينيس” إلا أنهما اختلافا على الحكم، فاتفق “إيتيوكليس” مع خاله “كريون” على طرد أخيه الأ‌صغر، ليدخل الأ‌خوان فى صراع ويقتل كل منهما الآ‌خر، ويصبح الخال هو الحاكم، ويقرر لحظة تملكه السلطة أن يشيع جثمان حليفه “إيتوكليس” في احتفال يليق بالأبطال، بينما يأمر بعدم دفن جثة “بولينيس” لتنهشه الوحوش المفترسة عقوبة لخيانته، ويتوعد من يدفن الجثة ويخالف أمره، بالموت الرهيب. هنا تظهر “انتيجون” ابنة الحرام من الزواج الغير شرعي لـ”أوديب”، وتقاوم الملك الظالم وقراراته وتقوم بدفن جثة أخيها، فيعرف “كريون” ذلك فيقرر قتلها، رغم حب ابنه “هيمون” لها، وتموت “انتيجون” وهى تدافع عن حقها وحق أسرتها المشروعة بعدما أغتصب “كريون” حقوقها، وعندما يعلم ابن “كريون” بذلك يقتل نفسه وتتبعه أمه حزنا عليه وهي تلعن زوجها “كريون” الذي خرب البلاد على شهوة التسلط والإنفراد بالرأي. حزن وغضب ثم حب وابتسامة ثم موت يفاجئنا بهم المخرج تامر كرم فى تجربة امتزجت فيها الموسيقى والغناء والتعبيرات الحركية بالإضافة للديكور فى نسيج عمل راقي جمع بين التاريخ والحاضر، أبدع فيها د. علاء قوقة “الملك كريون” بأدائه التمثيلي البارع مع بطلة العرض هند أحمدعبد الحليم “انتيجون”، ذات الصوت الملائكي، واعتمد فيها مخرج العرض على الإسقاطات السياسية وبما يدور فى الشارع السياسي المصري من خلال الأسطورة باعتبارها هى المتنفس عن المشاكل فى ذلك الوقت. ولفت نظر الجمهور الذي شاهد العرض أنه لم يجد فيه العراف الحكيم الأ‌عمى “ترسياس”، والذى يوجد فى القصة الأصلية التى كتبها سوفوكليس، وهي رؤية فنية للمخرج ، على الرغم من أن دوره قد يضيف للعرض ليرى المتفرج كيف يكون الأعمى لديه بصيرة، ومن هو مبصر أعمي وليس لديه ما يرشده للصواب. المسرحية تعيد لأذهاننا ما كان يقدم على المسرح الغنائى الاستعراضي قديمًا، وهو المسرح الذى كان يجمع بين القصة والأغنية والاستعراض الراقص فى نفس الوقت، من خلال الآلات الموسيقية التى تواجدت في خلفية ديكور المسرح، لتؤكد أننا لسنا فى أزمة مسرح كما يقال، وأن عروض مسارح الدولة هى عروض يتهافت عليها الجمهور، حتى ولو عروض بعيدة عن الكوميديا والمسرحية بأداء أبطالها الرائع دليل علي وجود فنانين محترمين يقدموا عروض تحترم فكر المشاهد والجمهور المصري قصة اغتصاب “كريون” لحقوق “انتيجون” ليست مسرحية من وحي الخيال ولكنها تجسيد لمايحدث بالواقع ورسالة أن يتمسك كل صاحب حق بحقه ويحارب ويضحي من أجل الحصول عليه ولايستسلم لطاغية.

عامر

عامر2

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80082812
تصميم وتطوير