الإثنين الموافق 24 - فبراير - 2025م

أنطونيو غوتيريس: المساواة بين الجنسين وإعمال حقوق المرأة عنصران أساسيان على طريق التقدم العالمى

أنطونيو غوتيريس: المساواة بين الجنسين وإعمال حقوق المرأة عنصران أساسيان على طريق التقدم العالمى

احمد حسن

 

قال الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إن المساواة بين الجنسين وإعمال حقوق المرأة عنصران أساسيان على طريق التقدم العالمى فى مجالات السلام والأمن، وحقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.

وأضاف، خلال رسالته اليوم الخميس، بمناسبة الاحتفال باليوم العالمى للمرأة، لن يتسنى لنا إعادة بناء الثقة فى المؤسسات ورمّ بنيان التضامن العالمى وجنى الثمار المأمولة من تعدد الرؤى إلا بالتصدى للمظالم التاريخية وتعزيز الحقوق والكرامة للجميع.

وقال غوتيريس: لقد شهدنا فى العقود الأخيرة تقدماً يثير الإعجاب فى إعمال حقوق المرأة وارتقائها مراتب القيادة فى بعض المجالات، لكن هذه المكاسب لا تزال بعيدة عن الاكتمال أو الاستقرار – وقد أثارت لدى أنصار النظام الأبوى المتحصنين بتقاليده ردةَ فعل عنيفة ومعادية تبعث على القلق.

وأكد، أن المساواة بين الجنسين هى فى الأساس مسألةُ مَنْ له السلطة، فنحن نعيش فى عالم يهيمن عليه الرجال وتسوده ثقافة ذكورية، ولن نتمكن من زحزحة كفتى الميزان نحو المساواة ما لم نعتبرْ حقوق المرأة هدفنا المشترك ونرَ فيها مساراً لتغيير ينتفع به الجميع.

وأوضح، أن زيادة عدد النساء صانعات القرار تمثل مطلباً حيوياً، ولذلك، اتخذتُ هذا الأمر أولويةً شخصية وملِحة على نطاق الأمم المتحدة، وقد نجحنا فى تحقيق تكافؤ الجنسين بين أولئك الذين يقودون أفرقتنا فى جميع أنحاء العالم، وبلغت أعداد النساء اللاتى يشغلن مناصب الإدارة العليا أعلى مستوياتها على الإطلاق، وسوف نواصل مساعينا للاستفادة من هذا التقدم من أجل تحقيق المزيد.

وأضاف، أن المرأة لا تزال تواجه عقبات كَأْداء تعرقل وصولَها للسلطة وممارستها إياها، فستة اقتصادات فقط، وفق ما خلُص إليه البنك الدولى، هى التى تعطى النساء والرجال حقوقاً قانونية متساوية فى المجالات التى تؤثر فى عملهم، وإذا استمرت الاتجاهات الحالية على ما هى عليه، فسيستغرق سدُّ الفجوة الاقتصادية بين الجنسين 170 عاما.

وتزيد برامج القوميين والشعبويين وخطط التقشف من أوجه عدم المساواة بين الجنسين بوضع سياسات تُقيّد حقوق المرأة وتوقِف تقديم الخدمات الاجتماعية، وفى بعض البلدان، تتناقص معدلات جرائم القتل عموماً فى حين تتزايد معدلات قتل الإناث، وفى بلدان أخرى، نشهد تراجعاً فى الحماية القانونية من العنف العائلى أو من تشويه الأعضاء التناسلية للإناث، ومن المعلوم أن مشاركة المرأة تجعل اتفاقاتِ السلام أكثر استدامة، لكنّ الحكوماتِ نفسها التى تناصر مشاركتها بشدة لا تدعم أقوالها بأفعال، ولا يزال استخدام العنف الجنسى كأسلوب من أساليب النزاع يسبب أذى نفسياً شديداً للأفراد ولمجتمعات بأكملها.

وأضاف، فى ضوء ذلك، يتعين علينا أن نضاعِف جهودنا من أجل حماية وتعزيز حقوق المرأة وكرامتها وتوليها زمام القيادة، ويجب ألا نهدرَ انتصارات تحقّقت على مدى عقود وأن نضغط من أجل إحداث تغيير شامل وسريع وجذرى.

وقال: إن موضوعَ احتفالنا باليوم الدولى للمرأة فى هذا العام، وعنوانه ”فلْنعتنِق مبدأ المساواة، ونبنى بذكاء، ونبتكر من أجل التغيير“، يتناول البنى التحتية والنُظم والأطر التى وضِع أغلبها وفق ثقافة أرسى قواعدها الذكور، ونحن بحاجة إلى إيجاد سبل مبتكرة لإعادة تصوّر عالمنا وبنائه من جديد بحيث يكون صالحاً للجميع، وباستطاعة المرأة صانعة القرار فى مجالات من قبيل التصميم الحضرى والنقل والخدمات العامة أن تزيد من إمكانية وصول النساء وأن تمنع وقوع التحرش والعنف وأن تحسِّن نوعية الحياة للجميع.

وينطبق هذا القول أيضاً على المستقبل الرقمى وقد أصبحنا على أعتابه، فالابتكار والتكنولوجيا مرآة لِمنْ كانا صنيعة أفكاره، ونقص تمثيل المرأة فى مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات والتصميم وعدم مواصلتها المسيرة فى تلك الميادين يجب أن يكونا مدعاة لقلق الجميع.

وتابع غوتيريس، لقد أمضيتُ بعض الوقت، أثناء زيارتى لإثيوبيا الشهر الماضى مع القائمين على مبادرة ”الفتيات الأفريقيات يستطعن كتابة البرمجيات“، وهى مبادرة تساعد على سدّ الفجوة الرقمية بين الجنسين وعلى تدريب قيادات الغد فى مجال التكنولوجيا، وأسعدنى أن أشهد ما تتمتع به الفتيات من طاقة وحماسة بعثناها فى مشاريعهن.

وقال: إن البرامج من هذا النوع لا تنمى المهارات فحسب، بل هى تتحدى القوالب النمطية التى تحدّ من طموحات الفتيات وأحلامهن.

واختتم غوتيريس رسالته قائلاً: فلْنكفل، بمناسبة احتفالنا هذا باليوم الدولي للمرأة، قدرةَ النساء والفتيات على تشكيل السياسات والخدمات والبنى التحتية التى تؤثر فى حياة كل منّا، ولندعم النساء والفتياتِ اللائي يحطمن الحواجز بغية إيجاد عالم أفضل للجميع.

 التعليقات

 أخبار ذات صلة

[wysija_form id="1"]
إعلان خدماتي

إعلان بنك مصر

جميع الحقوق محفوظة لجريدة البيان 2015

عدد زوار الموقع: 80029962
تصميم وتطوير